في وطن فتكت به بالمناطقيه سابقاً, يبدو إن ذلك الفتك لم يكن درساً كافياً للابتعاد عن تلك الجذوات الخطرة , التي من شأنها أن تشعل النار فيما تبقى من خير لم تطالهُ فتنة المناطقية, نجد اليوم ذات من زرعوا بذرة المناطقية في الأمس يحاولون الفتك بالوطن اليوم ببذرة أخرى وهي بذرة الشر المذهبية.. أموال العمالة, والطمع في العودة, وتدمير كل ما يمكن تدميره في حال الفشل, والخسارة, والانتقام من شعب لفظ فسادهم, ومناطقيتهم في ثورة فبراير, أسباب من جملة أسباب ,ليدرك المغيبون أتباعهم, وينتبهون أنهم ليسوا سوى أداة بأيدي حقد عابثة, فلا يقربون تلك النار الجديدة, لأنهم سيكونون أول من يحترق بها, ولن يجنوا سوى الخسران, فكما لم يكن هناك من خير في مناطقيتهم بالأمس, لن يكون هناك من خير في مذهبيتهم اليوم الأشد فتكاً, وقذارة كانت المناطقيه بالأمس, ومازالت سبباً في هجرة, وتغييب, وتهميش كوادر, وقدرات , الوطن في أمس الحاجة إليها, وحالت وللأسف دون وصول الشخص المناسب إلى المكان المناسب, ليكون له الدور الملموس في البناء, والتنمية, ووصلنا إلى ما وصلنا إليه, كل ذلك لم يجعل أولئك الملوثين بجرم المناطقية كذنب لا يغتفر ارتكبوه بحق الوطن, يكتفون حتى ظهروا اليوم بذات الذنب, لكن برداء مذهبي , ليحرقوا ما تبقى, وسلم من عبث جريرتهم الأولى, وكأن درس المناطقية لم يكن كافياً. يخطئون كثيراً من يلهون اليوم بنار المذهبية, ويحملون شعلتها القذرة, ليحرقوا بها كل من يقف في وجه مخططهم القذر , ويقف في صف الوطن , ووحدته, إن ظنوا أنهم سيكونون بمنأى عن تلكم النار. لا يدرك أولئك المغامرون, المسعرون لنار المذهب, وللأسف دروس بغداد, وبيروت, ليبتعدوا عن توريط البلد في فتنة, هي في غنىً عنها, والمؤشرات توحي بأننا سنشهد حرباً مذهبية ستأكل الأخضر, واليابس, إن لم نواجهها بوعي, وجدية, ومسؤولية, وحزم, كي لا نجد أنفسنا يوماً في معركة لا ناقة لنا فيها, ولا جمل, لا يعلم فيها القاتل, والمقتول, سبباً للنهاية المشئومة تلك.. فقط تذكّروا وكونوا على حذر فكلنا على اختلاف توجهاتنا السياسية , والمذهبية على ذات المركب.