تظل القيم الروحية الدينية والأخوية والإنسانية هي معيار الرقي الإنساني الذي يترك بصمات بالغة القوة في نفوس البشر ,ومتى ماظلت هذه القيم حية في نفوس الناس فإن الإنسانية بخير ،ولاقلق من الاختلاف في وجهات النظر مادام الاختلاف من أجل تقديم الأفضل وليس الأسوأ، وتظل حركة الحياة مليئة بالصواب والخطأ, والحكمة في كيفية معالجة الأخطأ والاستفادة من الصواب، وعندما يكون المجتمع بكل مكوناته قادراً على فهم الحياة بالشكل السليم بعيداً عن التطرف والغلو والحقد قريباً من المحبة والوئام والتسامح والتصالح فإنه دون شك سيكون قادراً على تقديم المفيد النافع الذي يترك بصمات الخير والسلام. إن على العقلاء والحكماء أن يدركوا أن خير الإنسانية في السلام والوئام وليس في جور المصالح الدنيوية القاتلة على الإطلاق، ولذلك ينبغي أن يكون القول والفعل موافقاً لخير الإنسانية بعيداً عن الاعتقاد بالمصالح الأنانية التي تخلّف الخراب والدمار للآخر أياً كان ,وهنا أعتقد جازماً بأن تفضيل المصالح الأنانية على القيم الإنسانية سبب زوال أقوام سابقة مؤشر خطير على زوال أقوام حالية ,ومن أجل ذلك ينبغي المكوث بتروٍّ أمام أحداث التاريخ والاستفادة من عبره وعظاته. إن الشعور بالخيلاء والكبر من الأمور المهلكة التي تقود إلى الفناء لأنها بداية الطريق إلى الانانية والانتهازية القائمة على منهج الغاية تبرر الوسيلة، فخطرها كبير عندما تكون القوى السياسية متطرفة في غايتها ،لأن ذلك سيجعلها مجرمة في وسيلتها ,ومن خلال دراسة الجذور التاريخية لنشوء الدولة والديمقراطية في اليمن وجدنا أن الأنانية والعنصرية أياً كانت قد ألحقت ضرراً فادحاً بقوة الإمبراطوريات اليمنية القديمة، المعينية والسبئية والحميرية، الأمر الذي يدفعني دائماً إلى توجيه الدعوة الصادقة للكف عن التطرّف والغلو والبعد عن اعتقاد الغاية تبرر الوسيلة. شكر وتقدير: أتوجه بخالص الثناء لكل من حاول الاطمئنان على صحتي بعد ظهور نتائج الرنين المغنطيسي الذي أجريته تحت إشراف البروفيسور محمد فضل العولقي والذي كان من نتائجه وجود خمس فقرات متأثرة، ثلاث في بدء التآكل واثنتان انزلاق ورغم ذلك فإنني معتصم بحبل الله ولم أشعر بالقلق، فألف شكر للكافة، وأرجو من الله الشفاء العاجل.