لم يعد التباكي الذي تظهره اليوم بعض القوى السياسية التي جعلت الغاية الفاجرة العدوانية والإجرامية تبرر الوسيلة يجدي نفعاً وإن كان ذلك هو من الوسائل التي تبررها غايتها المنحرفة عن منهج الله ،والسبب في عدم الجدوى أن الكافة أدرك خطورة التعاطي مع من يسلك طريق الغاية تبرر الوسيلة، وإن القوى التي تعتمد في حياتها السياسية على المنهج الميكافللي سابق الذكر لاتؤمن بعهد ولاتفي بميثاق ولاتحترم مكارم الأخلاق ،لأن الأحداث المأساوية برهنت على انحراف فاجر لدى تلك القوى ولايمكن أن يركن عليه الخيّرون ودعاة المحبة والسلام. إن الأحداث الجسام التي مرت على اليمن قد كشفت، بل عرّت الادعاءات المخادعة والتضليلات الفاجرة وحسمت الأمور بجلاء الحقيقة ووضوح البرهان وأعطت درساً ينبغي أن يتعلمه الناس كافة ليحذروا من أصحاب الدعوات المضللة والادعاءات الوهمية، لكي لايقعوا فريسة التضليل مرة أخرى. إن منهج التبرير قد كلّف البلاد والعباد خسائر فادحة يصعب على الشعب تعويضها وتقويمها بشكل عاجل، وقد تستطيع الحكومة القيام بمهمة الإعمار المادي، إلا أن الصعوبة تكمن في معالجة الانهيار الاخلاقي والقيمي والمبادئ التي تعرضت له الحياة الاجتماعية بسبب أصحاب منهج الغاية تبرر الوسيلة ،وهذا يحتاج إلى وقت أكبر وكلفة باهظة من أجل إعادة رد الاعتبار لمكارم الأخلاق الحميدة وقيم التسامح والوئام. إن المرحلة المقبلة من الحياة السياسية تحتاج الكلمة الصادقة والأمينة التي تسهم في ترميم جدار البيت اليمني الذي نالت منه أحداث الدمار الأخلاقي، ولاتحتاج إلى أصحاب البطولات الوهمية الذين لاتهمهم مصالح الوطن ولايؤمنون بقيمه ومبادئه وأخلاقياته الإنسانية بقدر إيمانهم بمصالحهم الخاصة جداً، فهل يدرك الجميع حجم الكارثة ويسهم في معالجة آثارها الكارثية؟ إن الأمل في الله المتكفل بحماية اليمن وأهلها، ثم في أصحاب المبادئ والقيم من أجل يمنٍ خالٍ من الانتهازية.. بإذن الله.