التوازن الحقيقي الذي كان يأمله الشعب جراء سبتمبر العظيم يتمثل جوهرياً في « إقامة حكم جمهوري عادل و إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات »، إلا ان الاصلاح والمؤتمر استمروا يؤكدون لنا ان الشيخ لايزال شيخاً ، تماماً كما صار يؤكد لنا الحوثي ان السيد لايزال سيداً ؛ بكل ماتنطوي عليه المفردتان السيئتان المتخلفتان من امتيازات ونفوذ لتكريس التخلف والطبقية في المجتمع والدولة . من هنا لاشك، تعد جريمة كما أرى ان نتنازل عن روح سبتمبر لمجرد ان أهم أهدافه لم تتحقق ، بقدر مايجب ان نصر على التشبث بروح سبتمبر كون مضامينه تمثل الانحياز للشعب ، ومادونها ليس سوى تعزيز مراكز الهيمنة التاريخية ماقبل الوطنية، أي تعزيز آثام وموبقات الوعي المعطل لنشوء دولة الشراكة والكرامة والقانون والعدل . وفي السياق كيف يمكننا تجاهل أن سبب المشكلة الحقيقية للتداعيات الدموية في البلاد يكمن في التباهي القبلي باستشراء السلاح اضافة الى تهاون الدولة في تحريز مخازن سلاحها التي تعرضت للنهب والتسرب ، أو مواجهة المهربين المعلومين الذين اصبحوا سلطة حقيقية « يدفعون بالتي هي أدمى » ! لقد قلت مراراً إن على جميع الأطراف مسئولية تاريخية كبرى ، بينما تتضاعف المسئولية على جماعة الحوثي والمؤتمر والاصلاح اليوم . كذلك يجب ان نبقى مع التعايش على قاعدة البرنامج السياسي والتطور واحترام صندوق الديمقراطية والاختيار السلمي للمواطنين . و فضلاً عن أن الاسلام ضد الكهنوت كما ارى، فإن على جميع الاطراف بدون استثناء الرضوخ للقانون وزحزحة مظاهر التمترس التي وقعت فيها، بحيث ان من يقفز على الواقع جراء وهم القوة لابد ان يقع في نتائج بلادته وشروره كحتمية تاريخية . [email protected]