في خضم الأحداث المؤسفة والأزمات المتلاحقة، لأي بلدٍ من البلدان فإن المستمع أو المشاهد لأية محطة إذاعية أو قناة فضائية، أو أية وسيلة من وسائل الإعلام المختلفة يكون أحوج ما يكون فيه إلى ما يهدّئ من همومه وآلامه وأوجاعه. وذلك لا يتأتى إلا من خلال ما تقدمه تلك القنوات والمحطات من برامج هادفة وموضوعية. وهذا ما نلمسه ونسمعه ونستمتع به من برامج هادفة وبرامج تستهدف الترويح للمستمع في إذاعة تعز التي باتت ملاذ كل من شغلته هموم الحياة اليومية ونكّدت عليه ظروف هذه الأيام العصيبة.. فلقد تبيّن لي أن هناك تطورات جديدة برزت على هذه المحطة الغالية والعزيزة إلى نفوسنا. وأن ثمة دماءً جديدة قد ضُخّت إلى مفاصل وشرايين هذه المحطة ونحن معرضون عنها لسبب أو لآخر.. وقد استطاعت هذه الدماء الجديدة تقديم ما يخاطب عقول المشاهد، لا عواطفه، وحسب وإذا كان ولابد من تغذية يومية لعاطفة المستمع فإن القائمين على هذه المحطة لم يغفلوا أو يهملوا تغذية الجوانب الأخرى للمستمع، خاصة الجانب العلمي الذي بات في عصرنا هذا الحاسم في جوانب الحياة المختلفة.. ويتجلّى ذلك فيما يُقدم من مفاهيم وتعاليم علمية للأخ العزيز عقيل الصريمي..إلى جانب ما يقدمه عدد من زملائه من جوانب مضيئة وهادفة. وبالمختصر المفيد، فإن ما استهللت به الموضوع في مقدمتي من حاجة المستمع إلى ما يهدئ أعصابه المرهقة من برامج ترفيهية شيقة قد لبّته إذاعة تعز، فلأول مرة استمع إلى ألحان وأشجان وأغانٍ لم يسبق لي وأن استمعت إليها من قبل وهذه في الحقيقة مهام كل إعلامي يحترم رسالته وهو البحث عن المواهب والبحث عن الحقيقة، وتسليط الضوء على مواطن الفساد، وعلى الجوانب المضيئة في حياتنا.. وعلى الجوانب المريضة والسلبية في جوانب حياة المجتمع وتقديم ما يمكن تقديمه من العلاج. وإلى جانب ما أشرت إليه آنفاً تقديم حق هذا المشاهد مما يستحق من الاستماع إلى من يريح أعصابه ويصفي ذهنه وقواه العقلية مما علق بها من أدران الحياة اليومية، من المنغصات والعثرات، والمشكلات التي باتت همّاً يومياً في هذه الحياة. هذه الحياة التي أخذت تتعقد أكثر فأكثر في زماننا هذا.. هذا الزمان الذي كان بعض قادة الرأي قبل عقود من اليوم يطلقون عليه الزمن الرديء، وهو في حقيقته لم يكن آنذاك بما هي عليه الرداءة اليوم، فالرداءة حق أيامنا هذه هي عين الرداءة الحقيقية.. أما تلك الأيام التي كانوا يطلقون عليها الرديئة فلم تكن برداءة هذه الأيام. وعلى ما يبدو لي إن المخرج الدولي لهذا العالم يتهيأ ويستعد ليتمخض عن مولود جديد ليؤسس وينظم هذا العالم! والله نسأل أن لا يأتينا بأيٍّ من تلك المواليد التي كانت على غرار اتفاقية (سايس بيكو) وما تلاها من تقاسم (وفيد) لشعوب هذا العالم وثرواته. وحتى لا أخرج عن الموضوع الذي استهللته بشأن إذاعة تعز والقائمين عليها، فلا يسعنا إلا أن نتقدم إليهم بتحياتنا العاطرة، وإعجابنا بما وُفقوا إليه من تطوير واختيار لا على مستوى البرامج وحسب وإنما على الصعيد التقني والوضوح في البث والإرسال.. وإلى اللقاء..