في الصراعات التي لا نحبذها، لكنها تحدث الآن على النفوذ والهيمنة، من المهم أن يكون الفرز موضوعياً ضمن المشروع الوطني، لا فرزاً ساذجاً وانتهازياً غير سياسي غايته إبقاء اليمنيين بين ثنائتي الخلافة والولاية مثلاً، أو بين ثنائتي السادة والمشائخ، أو حتى لتعزيز الاعتقاد الغبي الفج بأن الهوية التي ستجلب الخلاص لليمنيين الأشقياء هي الهوية الشافعية أو الهوية الزيدية، هوية التسنن أو التشيع، هوية العنف أو العنف المضاد، هوية اللامواطنة واللادولة. تلك باختصار شديد مجرد هويات مهترئة تماماً، كما ستستمر فارضة لمجمل الاستحقارات المشينة للهوية الوطنية اليمنية، و لحلمنا الجمعي باليمن الحديث، يمن الدولة المدنية والمواطنة المتساوية الذي لم يتنازل عنه اليمنيون جيلاً بعد آخر مهما بلغت استقواءات مختلف القوى ما قبل الوطنية . و لنعمل من أجل أن يرضخ الجميع لقيمة الدولة كدولة لا كعصا بيد جماعة أو قوى لنعمل من أجل أن تفرض الدولة نفسها كما ينبغي للدول أن تكون. ثم أن ما نعانيه كيمنيين من عذابات هو بسبب محق سلطة الدولة. وإذ سنظل نتحمس لإيجاد الدولة، ثمة من سيستمرون كما تقول الوقائع – ومؤشرات مصالحهم الخاصة للأسف- في التحمس لإيجاد القبيلة أو لإيجاد المذهب على حساب الدولة للأسف. عجبي تماماً [email protected]