التحديات كثيرة أمام اليمن شعباً ودولة؛ أمنية واقتصادية وسياسية ومن كل نوع؛ لكن التحدّي الأكبر الذي يفوق التخريب والإرهاب هو ممارسة المناكفة من قبل مسؤولي الدولة بشكل مقرف، وخلق معارك جانبية تثير الشر والفوضى وتسقط هيبة الدولة وتعيق مسيرة التحوُّل بصورة تفوق عمل المخرّبين والتفجيرات؛ لأنها صادرة من مواقع الإدارة والمسؤولية العامة المفترض بها تمثيل الدولة وحماية الانتقال السلمي. إن التحديات هي مسؤولية الجميع وبالذات من كانوا سبباً في زراعة هذه الأزمات المزمنة، وكل البلاوي الاقتصادية والسياسية لم تأتِ وليدة اليوم أو السنتين الماضيتين وإنما عقود من التجريف والتخريب والتخريف والفساد، وبدلاً من التعاون من قبل الجميع على إنقاذ الوضع؛ ينبع مسؤولون «من الصنف إيّاه» الغارق في السلطة منذ أكثر من عشرين سنة ويزيد ليتباكوا ويزايدوا على الوضع من أجل الإرباك واستكمال مخطط الإغراق، هم هنا ليسوا أقل خطراً من تلك الاقتحامات لمؤسسات الجيش والأمن وضرب الكهرباء؛ فكلها يؤدّي إلى نفس الهدف «إسقاط الدولة وإعاقة الخروج الآمن» يزايدون على الشعب وكأنهم جاءوا من المريخ، أو أن الشعب لا يعرفهم فعلاً «إذا لم تستحِ؛ فاصنع ما شئت». محمد سالم باسندوة أو صخر الوجيه، هم آخر القادمين إلى هذه الحكومة، ومفاصل الحكم ليس معهم بل مع هؤلاء الذين يحاولون بغباء أن يلبسوا ثياب الناصحين وخوذة الثوار. لدينا حملات غير منطقية تُشن على الرجلين؛ لأنهما دون غطاء إلا حماسهم إلى التغيير وانخراطهم في الثورة وعدم محاباتهم العصابة العميقة التي تتحالف مع كل الغبار والنار من أجل إيقاف التحوُّل نحو النور الشعبي والإرادة الجماهيرية، عصابة لديها مصالح متراكمة وتحالفات أكلت الأخضر واليابس؛ لا يريدون أن يتزحزحوا من أماكنهم التي خربوا ويخربون فيها ونهبوا كل شيء ومازالوا وكأنها وراثة حصلوا عليها من آبائهم، يستكثرون على هذا الشعب أن يحاسب فاسداً أو يغيّر فاشلاً يقبع عشرات السنين على رؤوس العباد رغم كل التضحيات الشعبية من أجل التغيير؛ ودون قلّة حياء يمارسون سياسة «سارق مبهرر» لينجوا، لن ينجوا من غضبة الشعب، ولا من عدالة القانون التي لن تتوقف بصراخ مرتعش هنا أو هناك، ولن ينفع الاستنجاد بوهم الانقلاب على الثورة والرئيس المنتخب واستدعاء الانقلابات الخارجية وصور الانقلابيين، وهو عمل أرعن يكشف عن حماقة وطيش لا أقل ولا أكثر، كما هو إدانة واضحة تكشف تخطيطاً مضاداً منغمساً في تخريب مسار التغيير، والتعامل مع هؤلاء يجب أن يكون حازماً ومانعاً، وعلى العقلاء ألا يتورّطوا في مسايرتهم، فالعقل زينة، وفي العجلة الندامة، ومن النحس أن تربط خيلك إذا وجد معك خيل بحمار المدبرين بدلاً من استخدامه في المساهمة بالوصول بالعباد والبلاد إلى بر الأمان. المناكفات والدخول في معارك مفتعلة من قبل مسؤولين كبار هي العملية التخريبية القادمة التي ستتكفّل بها عناصر عائلة «صالح» داخل الحكومة والإدارة لإعاقة الانتقال إلى الدولة المدنية عبر الحوار الوطني بعد فشل كل الضربات والتخريبات الأمنية والاقتصادية، وهي عملية خطرة تستخدم بالمكشوف ضد هيبة الدولة والانتقال السلمي، مستخدمة الوظيفة العامة التي مازالت للأسف مرتعاً للهبّارين والمحرّضين على إسقاط العملية السياسية لصالح الفوضى العمياء. [email protected]