مشاكلنا في هذا البلد هي أننا خلال ثلاثة وثلاثين عاماً افتقدنا لكثير من القيم والإرث الثقافي الذي كنا نتميز فيه عن غيرنا من الأمم و تولدت ثقافة وسلوك شاذ أساء لتاريخنا وحضارتنا العريقة خاصة بعد أن تربع على سدة الحكم من يحتمون بالقبيلة والعرق والدين ونصبوا أنفسهم ملاكاً لأحكام وتهيأ لهم أنهم يملكون الأرض والإنسان ورسخوا ثقافة أن الوظيفة هي ملكية خاصة يتصرف بها القائد كيفما شاء دون حسيب ولا رقيب يملكون المؤسسة وما فيها حتى الأوسمة والتكريم وشهادات الجودة والتقدير ومقتنيات المؤسسة أو المرفق تؤول للمدير أو الوزير إذا ترك المؤسسة بعد جهد جهيد أفرغها من كل شيء حتى تاريخها ليضمه إلى تاريخه المصطنع. وكنت أتابع التلفاز قناة اليمن اليوم التي يقال إنها من المقتنيات التي تم الاستيلاء عليها وبنفس الأسلوب المهم كانت لحظتها تسرد لنا مقتنيات متحف الصالح الذي يفترض أن يكون جزءاً من متحف الوطن لمرحلة تاريخية تخص الوطن، أنا لم أزر هذا المتحف وأتمنى أن أزره لكني من خلال متابعتي لسرد بعض المقتنيات التي تخص الوطن أكثر مما تخص الرئيس السابق وكما قلت الداء المتأصل إلى جانب حب البرمجندا الإعلامية للذات وعمق هذا الحب الذي يتفوق على كل شيء حتى الوطن تصوروا أنه أثناء سرد المقتنيات ذكروا وهم يفتخرون السيف الذي استخدمته الملكة إليزابيت الثانية ملكة بريطانية في تتويج سلاطين الجنوب أثناء زيارتها لعدن 1954م والخنجر الذي أهداه الخليفة عمر عبد العزيز للرئيس عفواً لوالي اليمن حينها مثل هذه المقتنيات يفترض أن تكون معروضة في متحف اليمن أم في متحف الصالح ومن يزور المتحف سيكتشف العجائب في بلد الغرائب. اليوم مطلوب من أبناء عدن شن حملة لاستعادة ما نُهب من تاريخها ومقتنياتها ومنها هذا السيف التاريخي الذي يخص عدن ولا علاقة لصالح بهذا التاريخ. اليوم اتضح أين ذهبت مقتنيات متاحفنا في عدن وتاريخنا العريق الذي حاولوا بكل السبل طمسه أو تشويهه. أعيدوا لعدن مقتنياتها التاريخية يا من تصنعون تاريخاً لكم على حساب الوطن ومدينة عدن التاريخ والحضارة قبل أن تخلقوا على هذه الأرض الطيبة المعطاة أتذكر جيداً عندما كنا في المدارس وسنوياً ترتب زيارات للمتحف الوطني للآثار في عدن الذي تأسس عام 9930م كأقدم متحف يمني وكان يزخر بالقطع الأثرية من الآثار الحجرية التي تعود إلى العصر الحجري والعصر البرونزي، حيث توجد آلات وأدوات حجرية، وتوجد مجموعة من القطع الحجرية المكتوبة بأنواع مختلفة من الخط اليمني القديم والتي تعبّر عن تاريخ وحضارة وأصالة عدنواليمن وكانت هذه الزيارات تجعلنا على ارتباط بالتاريخ وحضارة الأجداد والأسلاف التي يفتقدها أبناؤنا اليوم إلى جانب الإهمال و النهب والسلب المتعمد الذي تتعرض له هذه المتاحف بهدف طمس حضارة وتاريخ عدن الحبيبة إلى جانب التخريب المتعمد للمعالم التاريخية العريقة لعدن من مبانٍ وقلاع وسدود وإهمالها وعدم ترميمها وتسويرها وتهيئتها لتكون مواقع سياحية عتيقة تدر دخلاً وطنياً لعدنواليمن. على الشباب اليوم مهمة الحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي للمدن اليمنية ومنها عدن واستعادة القطع الأثرية المنهوبة فهي جزء منا والتفريط بها جريمة كبرى بحق الوطن والأمة.