عندما يزداد انطفاء الكهرباء تبرز قضايا كثيرة في اليمن، تجاوزها اليمنيون بعبقريتهم التي تبدو أحياناً بصورة اللامبالاة ثم تتحول إلى ثورة بركان عندما تحدد المخرب والمسؤول عن الفعل والجريمة .. الشعب اليمني صبور وطيب وذكي ولايستحق معاملته بكل هذا اللؤم ومع هذا القوى الحاكمة والمتصارعة ،تتعامل معه بغباء وأكثر من الغباء لؤم مفرط .. الوطنية لها حدود وعلامات ولا يوجد وطني يساهم في تخريب المصلحة العامة وإيذاء عامة الناس كوسيلة سياسية أو ورقة ضغط ضد خصومه أوحتى مطالبة لإخراج سجناء، كلها جرائم تعكس الانحطاط الحاصل. حتى اللصوص وقطاع الطرق كانت لهم قيمهم الخاصة لا يقتربون من المصالح العامة، يعني لا يمكن أن يعطل بئراً أو يرمي فيها سماً لكي يموت الناس!. الكهرباء تنطفئ وزاد انطفاؤها بفعل فاعل وتساهل متساهل وغياب مسؤولية، بعضها تخريب وبعضها بفعل المكايدات والصراع على الكراسي والاستحواذ والمطابنة بين المسؤولين وكلها تخريب وضياع ذمة أياً كانت الأسباب فهي جريمة يشترك فيها عدة أطراف لن يفلتوا من العقاب بفعل عذابات الناس الذين يكابدون الموت بسبب هذا الانقطاع . نعم الشعب تعايش مع الظلام لأن الظلام أحياناً يكشف صور الكثير من خبث بعض الأشخاص والقوى التي تراهن على نشر الظلام ليتخفوا فيه .. لدى الشعب حاسية الكشف أكثر في الظلام . لكن هناك مشاهد مؤلمة لا تحتمل ولاتبرر تحت كل الظروف أهمها حاجات مرضى الفشل الكلوي للكهرباء ؟!!. الزائر للمستشفيات يتقطع قلبه ألماً وهو يرى مرضى الفشل الكلوي يكابدون الموت والألم بسبب توقف الأجهزة غير الكافية أصلاً لاحتياجات مرضى الفشل الكلوي المتزايدة ،«تعز» نموذجاً ،ومع هذا تأتي انطفاءات الكهرباء لتزيد من المآسي التي لا يحس بها أحد في مجتمع قطع عرق الإحساس فيه ومن مسؤوليه تحديداً. كان الأصل أن نرى قسماً كافياً لمرضى الفشل الكلوي مجهزاً بكل اللوازم وأهمها مواطير الكهرباء حتى ولو كان عندنا الكهرباء مثل الصين لاتنطفي. من يستخدم هؤلاء المرضى وآلامهم لأسباب تتعلق بالمكايدة والإهمال أو أهداف أخرى، فهو منزوع الإنسانية مجرم حرب، حتى الانطفاء العام للكهرباء لا يبرر تعرض أقسام الفشل الكلوي للتوقف والمحنة، لأن فيها مسألة حياة أو موت .. أين مواطير الكهرباء الخاصة، هل يعقل أن تكون أقسام الفشل الكلوي خالية من مواطير الكهرباء خاصة في هذا الظرف المتردي؟. أين تخطيط المسؤولين لحماية المرضى من موت محقق، ربما تكون هذه المواطير موجودة لكن لا صيانة لها أو أن الديزل غير موجود، وهذا يعكس فعلاً قلة ذمة وانعدام مسؤولية من «طقطق إلى السلام عليكم» يستطيع رجال الأعمال والغرفة التجارية أن يشتروا عشرين مولداً للكهرباء، وهذا ليس منة، على الأقل من الضرائب. يوجد في تعز محطة كهرباء خاصة بتعز قالوا لنا بأنها ستكفي 50 % من احتياجات المدينة، خلاص يا أصحابنا أكرمكم الله خصصوا هذه المحطة فقط لإسعاف مرضى الفشل الكلوي وتشغيل القسم لأن ما يجري لعنة ستصيب المتسبب والمتفرج والذي «يلعص لبان».... عندما تدخل الخدمات العامة كأوراق للمكايدات ووسائل حرب قذرة تكون المجتمعات حينها في أدنى منحدر الإنسانية، فهل وصلنا نحن إلى هذا المستوى؟ . شغلوا أجهزة قسم الفشل الكلوي، عيب.. الله يهديكم ويرحمكم قبل أن تفقدوا هذه الرحمة وتصيبكم لعنة الفشل الكلوي والعجز العام والخاص. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك