بقيت مقالات وأدوات ومطابخ أحزاب بعينها ضد فكرة الدولة, وضد فكرة هيكلة الجيش بعيداً عن تأثيراتها وخلوها من شوائب المصلحة الضيقة لأنانية نفوذها بلا قضية. هذه وتلك معطيات بقيت أيضاً كمسائل بدهية لقناعات تبريرية أخذت تنطلق منها أدواتها مع أسف؛ وحتى دون أسف باتت اليوم لا تجد نفسها المتضخّمة بنعومة امتيازات ممنوحة لها سوى في صورة التشبُّث بمناصب عرضية وموقتة وزائلة ومتلاشية وفاقدة لثقة المجموع. وبالرغم من ذلك فهي تحاول الدفاع عن مصالحها حتى لو تقاطع دفاعها مع “فكرة بناء الإنسان وفكرة لا مركزية الدولة والوطن والموارد للجميع” أعني أن تلك الأدوات المنصّاتية باسم كل شيء في اليمن تزعم وتتزعّم أسلوب “التديُّن الوطني” ولا تريد في الحقيقة سوى بقاء مصالحها وعنجهياتها ومن تبعها من النُخب الانتهازية في كل الاتجاهات بلا استثناء. غير أن التنبيه الوطني والمحايد ضرورة كما أجده هنا لتأكيد أن الجمهورية خيار مصيري قابل لتصحيح مسارات انعطافاته في اتجاه ردم الفجوات وعدم تكرارها ثانية؛ كون الرجوع إلى الخلف بات مستحيلاً, حتى لو بقيت حالات وكائنات الظلام تنسج القطيعة تلو القطيعة لن تجني سوى الأشواك. وحتى لو تعامت عن حقيقة ما جرى وما يجري وبقيت تتناسى بالرغم من حالة التعرية الطبيعية لها ولمصالحها واستئثارها وأبواقها, فإنها ستجد نفسها اليوم وغداً في حالة مستمرة من الفرز الواسع التي تضعها كل يوم في محك “الشعب” رغم تجاهلها حجم ضحاياها أسفل المايكرفونات والزعيق المنصّاتي لمناصب انتهاز الفرصة الأخيرة..!!. [email protected]