يحتفل اليمنيون غداً (الخميس) بالعيد الرابع والعشرين لإعادة تحقيق وحدة الوطن و قيام الجمهورية عام 1990م و هي مناسبة تحمل من الدلالات والمعاني الشيء الكثير، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها الوطن، سواءً في الجهود الوطنية المخلصة لإعادة ترتيب البيت من الداخل وترجمة مخرجات الحوار الوطني الشامل أو في ما يجترحه أبطال القوات المسلحة والأمن ومعهم اللجان الشعبية في إنزال ضربات موجعة ضد عصابات الإرهاب من تنظيم القاعدة في محافظاتأبين و شبوة و البيضاء. لقد كان قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي لخوض هذه المعركة العادلة ضد قيادات وعناصر هذا التنظيم الإرهابي واجتثاث بؤره وأدواته قراراً صائباً وحكيماً و تحديداً بعد أن تكشفت أبعاد مخاطر تنظيم القاعدة الإرهابي وعناصره التي وفدت إلى اليمن من كل حدب وصوب بهدف إسقاط عدة عصافير برمية واحدة، حيث لا تقتصرعمليات القتل والاغتيال وتفجير المنشآت الحيوية والاستراتيجية على مجرد إثارة الفوضى وإشعال الحرائق في الداخل .. وإنما تستهدف – كذلك – تحويل اليمن إلى بيئة مصدرة للإرهاب إلى المنظومة الجغرافية المجاورة .. وذلك بعد أن تكون هذه العصابات الإجرامية قد نجحت في عرقلة مسار التسوية السياسية التاريخية التي يقودها باقتدار الرئيس عبد ربه منصور هادي وبدعم غير مسبوق من قبل دول الإقليم والعالم . صحيح أن التوقف أمام محطات العمل الوحدوي طيلة الفترة الماضية قد شابه عديد المخاضات والأخطاء ولا يمثل المرتكز الأساس لترجمة تطلعات ابناء الوطن على امتداد الأرض اليمنية، فضلاً عن تلك السياسات الخاطئة التي رتبت أعباءً إضافية على هذه التجربة المتفردة على مستوى المنطقة والعالم في العصر الحديث ،لكن الصحيح أيضاً أن الجهود والمعالجات التي بدأ تنفيذها في تصحيح الأخطاء والسلبيات التي نجمت عن حرب صيف 1994م قد أظهرت – جلياً – صدقية التوجه القيادي الذي تمثل في سلسلة من الإجراءات التنفيذية من خلال معالجة أوضاع المسرّحين في السلكين المدني والعسكري من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، و كذلك عن تشكيل اللجان المتخصصة المرتبط أداؤها بإعادة الحقوق والممتلكات المنهوبة إلى أصحابها وتعويضهم التعويض العادل . والخلاصة، أن مجمل تلك الخطوات الهادفة تصويب السياسات الخاطئة التي شوهت المضمون الحقيقي للوحدة قد أخذت حقها في استعادة الثقة بالمضمون الوحدوي باعتباره الخلاص الحقيقي من إرث مجمل عوامل التخلف والعزلة ، خاصة مع تلك المساعي الجادة والحثيثة لإقامة منظومة الحكم الاتحادي وإعادة بناء مؤسسات الوطن وفقاً لمعايير الحداثة.. و على النحو الذي يوجه قدرات الشعب اليمني في معركته الحقيقية مع التخلف الاجتماعي والاقتصادي الشامل والتعبير عن قدراته وملكاته الإبداعية و الخلاقة في وطن يتسع للجميع وينطلق إلى الخارج بسعة أفق تقوم على العلم والمعرفة و التسامح التي طبعت الشخصية اليمنية على امتداد التاريخ.