لو أن جميع الأحزاب والتكتلات العربية أجمعوا على “ميثاق شرف” يعيد ترميم الخراب الذي أحدثه ما يسمى بالربيع العربي ،لربما أفلحوا كما لم يفلحوا من قبل .. باعتبار أن جحيم الربيع قد أصاب الجميع كلا بحجم سذاجته . هذا الميثاق سيحفظ ما تبقى من نقاء لم تصل إليه لوثة الخرائب والأوجاع والضغائن .. والكثير من الدمار الذي لم تعرف الشعوب العربية له مثيلا من كارثية النتاج السلبي في الأخلاق والمعطيات الإنسانية بعيدا عن الثورات المغدور بها .. والغالبية العظمى من الشعوب المسحوقة باللعبة التي أزهقت مئات الآلاف من الأرواح ..وخلفت أضعافهم جراحا غائرة في النفوس والأبدان . الشعوب العربية اليوم بحاجة ماسة لاستعادة نظامها الأخلاقي قبل أي أنظمة أخرى .. لأن سقوط الأخلاق يعني لا خطوة جادة للأمام ..ولا مصالحة حقيقية تتجاوز النكبات وفواحش أوجاع الدماء . شعوبنا الكادحة لم تعد تثق في الشعارات الزائفة ..رغم سقوطها المتكرر في براثن النعرات والمذاهب والايدلوجيات المتشظية .. لكنها اليوم باتت تدرك جيدا ويلات النتاج المؤلم لمثل هكذا عناوين براقة لا تحمل في طياتها إلا الموت للبسطاء . [email protected]