يأتي تعيين القاضي يحيى محمد الإرياني محافظاً لمحافظة إب خلفاً للقاضي أحمد عبدالله الحجري, في وقت يمر فيه الوطن عموماً ومحافظة إب خصوصاً بمرحلة صعبة وحساسة ,نتيجة الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يعانى منها أبناء هذا الوطن فى كل أرجائه. وإذا كانت محافظة إب قد شهدت خلال الأشهر الماضية حالة من الفوضى وعدم الاستقرار نتيجة المكايدات السياسية والحزبية بين أطراف العمل السياسي في المحافظة , فإنها اليوم فى أمس الحاجة إلى من يعيدها إلى حالة الهدوء والسكينة والسلام التي عرفت به من زمان , ويعزز من مكانتها كعاصمة للسياحة فى اليمن , ولذلك فإن الأولويات التي يجب أن يركز عليها المحافظ الجديد القاضي الارياني باعتباره شخصية مستقلة ومشهود لها بالنزاهة والجدية فى العمل. يمكن تلخيصها - من وجهة نظري - فى جانبين: الجانب الأول يتمثل فى العمل على إعادة وحدة الصف والثقة وروح التعاون والانسجام بين مختلف القوى والأطراف السياسية في المحافظة, بحيث يعمل الجميع كفريق عمل واحد لما فيه مصلحة المحافظة وأبنائها. بعيداً عن أية مصالح شخصية أو حزبية ضيقة. فالمحافظة بحاجة ماسة إلى تكاتف وتعاون جميع أبنائها للمساهمة أولاً في إعادة أجواء الأمن والاستقرار الى عموم المحافظة باعتبار إن الجانب الأمني يمثّل ركيزة أساسية وضرورية للتنمية والتطوير فى العديد من الجوانب الاقتصادية والمعيشية. وخصوصاً الجانب المتعلق بالسياحة التي تتميز فيه المحافظة كعاصمة للسياحة فى اليمن, وهو الجانب الثاني من أولويات القيادة الجديدة للمحافظة والذي يجب أن توليه اهتماماً بالغاً خلال فترة عملها وخصوصاً في مثل هذه الأيام التي تشهد فيها المحافظة بداية موسمها السياحي السنوي. ولاشك أن الاهتمام بقطاع السياحة فى هذه المحافظة الرائعة الجمال يتطلب أولاً العمل على إبراز مفاتنها السياحية والترويج الفعال لها داخلياً وخارجياً كعاصمة للسياحة في اليمن, فهي موطن السياحة الثقافية والتاريخية, باعتبارها ضمت بين جنباتها ثلاث حواضر لليمن على مر التاريخ بداية بظفار عاصمة الدولة الحميرية في تاريخ اليمن القديم ومن ثم في التاريخ الاسلامي كانت هناك دولتان جعلتا من محافظة إب عاصمة لهما فمدينة جبلة حاضرة الدولة الصليحية ومذيخرة عاصمة الدولة الإسماعيلية. كل هذا الإرث التاريخي والسياسي وما خلفه من آثار ومواقع شاهدة للعيان على مكانة هذه المحافظة تاريخياً وسياسياً، بالإضافة إلى الدور الذي لعبته اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً في الماضي، يجعل منها محافظة تستلهم حاضرها من ماضيها التليد ليس هذا فحسب بل لديها إرث ازلي لا ينازعها أحد عليه. وهى موطن السياحة الطبيعية والبيئية, فالطبيعة قد ائتمنتها على الجمال والسحر وجعلت منها عروسة تنام على أحضان اليمن السعيدة، فلقد أكسبها موقعها وطابعها الجغرافي مناخاً لا مثيل له.. إذ أنها ذات مناخ معتدل طول العام مع موجة برد خفيفة في فصل الشتاء وأمطار موسمية طيلة فصل الصيف الذي يلبسها حلة خضراء في غاية الجمال والروعة. لذا يُطلق عليها اللواء الأخضر . وهى موطن السياحة العلاجية. لتوافر العديد من المنابع الطبيعية للمياه المعدنية الحارة والكبريتية في أرجائها, والتي يمكن استثمارها كمشروع متكامل للاستجمام والعلاج الطبيعي. وهناك العديد من المتطلبات الهامة والضرورية الأخرى لدعم وتشجيع وتنمية قطاع السياحة في محافظة إب ,أهمها تطوير البنية التحتية السياحية من فنادق وقرى ومطاعم سياحية في هذه المحافظة, وتوفير الخدمات الضرورية كالماء والكهرباء والهاتف والانترنت في المرافق والمناطق السياحية, ونشر وتعزيز الوعي السياحي لدى أبناء هذه المحافظة في كيفية التعامل مع الزوار والسياح الوافدين إليها والمحافظة على نظافة وجمال الأماكن والمرافق السياحية, وعدم تشويه وتدمير الأماكن الأثرية كالحصون والقلاع التاريخية المنتشرة في العديد من مديريات هذه المحافظة. وغيرها من المتطلبات الهامة التي تجعل من الزائر والسائح لهذه المحافظة يجد المتعة والراحة والأمان والاطمئنان خلال فترة زيارته وإقامته في هذه المحافظة, بحيث يشعر إنه عاش تجربة سياحية رائعة تجعله يكرّرها أكثر من مرة ويتحدث عنها للآخرين من أصدقائه ومعارفه ويدعوهم إلى تجربتها, وهو ما يشكّل بحد ذاته عنصراً مهماً في الترويج الفعال للسياحة إلى هذه المحافظة. وختاماً أتمنى من قيادة المحافظة الجديدة ومختلف الأطراف والقوى السياسية في المحافظة العمل بروح الفريق الواحد من أجل أن تكون وتظل إب الخضراء واحة أمن واستقرار وسلام , وعاصمة سياحية لليمن , ووجهة سياحية أولى ومفضلة للراغبين في الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلّاب في هذه المحافظة الرائعة بمناخها وهوائها وجبالها وسهولها ووديانها وطيبة وكرم أبنائها. *أستاذ التسويق المشارك - جامعة تعز