حالة إنسانية مأساوية يعيشها أطفال ونساء فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة اللذين يتعرضان ومنذ أيام لحصار خانق وحرب إسرائيلية قذرة أوقعت عشرات القتلى والجرحى بين الفلسطينيين وسط صمت دولي فاضح وردود أفعال عربية مخزية لم تتجاوز حد الإدانة ورفض العدوان ومطالبة مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على الشعب العربي الفلسطيني بالإضافة إلى دعوة منظمة الدول الإسلامية إلى عقد جلسة استثنائية للوقوف أمام الوضع في غزة. وطبعاً هذا أقصى ما يمكن أن يذهب إليه العرب والمسلمون في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم وفي أحسن الأحوال لا تتوقع منهم أكثر من إصدار بيانات إدانة وشجب واستنكار والترحم على أرواح الشهداء الذين قضوا نحبهم على يد عصابات الإرهاب الصهيونية وعلى خلاف المواقف التي يسجلها العرب والمسلمون حين يكون الصراع فيما بينهم البين وما سوريا والعراق وليبيا عنا ببعيد. إن ما تقوم به إسرائيل من حرب إبادة وقتل وتدمير ليس بخاف على أحد، ويتم تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي وإن كل هذه الجرائم لا تتوافق بأي شكل من الأشكال مع القوانين والمعاهدات الدولية وحقوق الإنسان ولا تستند إلى أي شرعية سوى شرعية الإرهاب والإجرام الإسرائيلي ونفاق المجتمع الدولي الذي يتجاهل وباستمرار كل المجازر التي ترتكبها إسرائيل بالإضافة إلى التخاذل والهوان العربي والإسلامي وهذه هي الشرعية التي تستند إليها إسرائيل وليس لها من شرعية غيرها. فقوة إسرائيل تعتمد في الأساس الأول على ضعف العرب والمسلمين وتخاذلهم وانقسامهم قبل اعتمادها على الدعم المطلق واللامحدود لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الغربية الداعمة لها، ولهذا فمن السخف ان يراهن العرب على أمريكا وغيرها من الدول الغربية في اتخاذ موقف متعارض مع اسرائيل ويجبرها على وقف مجازرها ويكبح جماح آلة الموت والإرهاب الصهيوني.. وهم يعملون مسبقاً أن مواقف هذه الدول ثابتة وهي منحاز دائماً وأبداً إلى جانب إسرائيل بدلاً من الاعتراف بالأخطاء التي أوصلتهم إلى ماهم عليه اليوم من ذل وهوان وإعادة النظر في الواقع العربي والإسلامي ومحاولة إصلاحه حتى يكونوا قادرين على اتخاذ مواقف تصب في صالح أمتهم العربية والإسلامية ويصلوا إلى وضع يمكنهم من مواجهة الأخطار والتحديات وفي مقدمتها خطر العدو الإسرائيلي الجاثم على صدر الأمة. ختاماً ونحن نرى الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين يقفز إلى أذهاننا العديد من التساؤلات أبرزها؟ أين علماء الدين الذين استباحوا دماء العرب والمسلمين في أكثر من دولة بفتاوى الجهاد التي يطلقونها؟! وأين أفواج المجاهدين الذين تقاطروا إلى اليمنوسوريا ومصر والعراق وليبيا... إلخ من كل الدول امتثالاً لدعوات علمائهم ومشائخهم ورغبة في الجنة؟!! أم أن باب الجهاد لم يفتح باتجاه فلسطين.. وأن طريق الجنة لا تمر عبر إسرائيل.