الحلقة «23» قوبلت معاهدتا الاستشارة البريطانية اللتان وقّع على أولهن السلطان صالح بن غالب القعيطي في عام 1937 كما أسلفنا وعلى الثانية السلطان الكثيري في عام1939، بموجة من الغضب بين أوساط الرأي العام وفي مقدمتهم الشعراء الشعبيون وأشهرهم كما أشرنا إلى ذلك الشاعر صلاح بن أحمد الأحمدي في قصيدته المسماة «قصيدة الغضب» التي تناولتها في الحلقة السابعة عشرة، وها نحن نعرض لقصائد مثيلة لها وأبرزها قصيدة الشاعر خميس سالم بن عبود كندي، يقول في قصيدته بعد الاستهلال: قال الفتى الشاعر سمعت أخبار من بندر عدن من المكلا والحضارم كلهم يتباشرون شعبنا المسكين يرقص ولا سمع هاجر هجر وأذناب الستعمار أصحاب المصالح يزفنون الحاصل أن الأرض باعوها لهم بيع الجزر وتشاورا عالبيع لي يعقل ولي ما يعقلون أغواهم الشيطان: بيعوا ما عليكم شيء ضرر تبعوا (انجرامس) كل ما قاله وقاله (استرون) ثم يشير لرجالات حضرموت الذين عارضوا هاتين المعاهدتين وفي مقدمتهم صالح وعمر آل بن عبدات المشهور بحركته التمرّدية في وادي حضرموت، فيقول: ما حد معارض سوى بن صالح مبارك عمر قاوم وعاند وقال ما بانرخص الغالي بدون الأصل ضرغام الجزيرة ذي كلامه ما قصر عبيد صالح ما رضى بالذل كما لي يرتضون ثم يتحسّر على ما آل إليه حال حضرموت بعد رضوخها للاستشارة البريطانية فيقول متأسياً ومحفّزاً للقبائل في آنٍ واحدٍ: آه على ذيك الجنابي والمسابت والعصر واللحي في لفيا يحكمونه وفرقاز العيون أين الميازر لي يشلوهن قدين أمات جر يقرحن عالمسكين والا في الطرق يتعثرون ولعاد حسبوا للشرف ولا على بيض الغرر ولعاد حسبوا أن بني اسرائيل بكره بايجون ثم يصف ما سيؤول إليه الحال من فعال الاستعمار البريطاني ونواياه فيقول: يتحكمون في بلادنا سراً على عدة صور كي ينهبوا خيراتها وانتم صور ما تعلمون معاهدات النفط هل للحضرمي فيها نظر يدري ويعلم عالأقل بالخبراء لي يعملون أين الحبايب لي يريدون السيادة عالبشر لي جابوا المستعمر الغاصب لكي يتسيطرون في بلادنا والقوا لهم من حيث لا نعلم خبر كلين منهم إلى داره بغاهم ينزلون وقبل ختمها يتضرّع للمولى عزَّ وجل أن يحفظ حضرموت فقال: وفي الختام أرجو من المولى يجنّبنا الخطر ويحفظ الأمة وكل كأين من الله با يكون