اغتنام الفرصة في الخواتم المباركة ثمرة من ثمار الإيمان العميق بالإسلام عقيدة وشريعة، وأن الدين المعاملة، وهذا ما يتوجّب على القوى السياسية القيام به في العشر الأواخر من الشهر الكريم، ومن ذلك الكف المطلق عن الإثارة وإشعال نار الفتنة والادعاءات الباطلة والثورية المجنونة والعودة إلى جادة الصواب، وإعلان باب الشراكة الوطنية الواسعة، والإيمان المطلق بأهمية احتلال البُعد الاستراتيجي في إعادة بناء الدولة اليمنية وإعمار ما خرّبته الأيادي الآثمة خلال الأزمة الكارثية، وترميم البيت اليمني باعتباره الملاذ الآمن لكل أبناء اليمن الواحد والموحّد. إن فرصة تصحيح المسار بارزةٌ اليوم للعيان؛ وعلى الحكماء والعقلاء اقتناصها لإعادة هيبة الدولة وبسط نفوذها على كافة المكوّنات الجغرافية، لأن المزيد من التساهل والتواكل سيجعل من هذه الفرصة السانحة سراباً، ومن أجل ذلك نحمّل القوى السياسية كافة التي شاركت في الحوار الوطني المسؤولية المطلقة عن هذه الفرصة، وعليها المبادرة خلال الأيام الأخيرة من الشهر الكريم أن تلتقي مع القيادة السياسية ممثّلة بالأخ المناضل عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى لتضع البرنامج الزمني لإخراج البلاد من حالة التوتر ووضع أيديهم في أيدي بعض لإنعاش الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية بروح المسؤولية، ويكفي عبثاً، فالفرصة سانحة لتصحيح مسار ما تبقّى من الفترة الانتقالية. البعض من القوى السياسية مازال الغرور يركب رأسها، والبعض الآخر يسير في اتجاه الغرور، والبعض يعتقد أن ما يجري لصالحه، والبعض الآخر يرى فيما يجري صراع تصفيات بين القوى المعجونة بجنون السلطة أياً كانت رؤية القوى السياسية على الساحة الوطنية؛ فإن الواجب المقدّس يفرض على الكافة اقتناص الفرصة لإعادة هيبة الدولة وانطلاق الاصطفاف الوطني الذي لا يستثني أحداً من أجل مستقبل اليمن بدلاً من الفوضى في التأملات الماحقة، والإسراع في إيجاد برنامج عمل وطني شامل لإنقاذ البلاد. إن خواتم الشهر الكريم تستوجب الوقوف بأمانة وجدّية متناهية أمام الوضع المتدهور في البلاد، والتفكير بمسؤولية في كيفية المعالجة، وهذا الواجب بات فرض عين على الكافة القيام به؛ فقد نفد صبر الشعب، وإذا لم تقُم القوى السياسية بهذا الدور الوطني العاجل؛ فإنها ستندم حيث لا ينفع الندم، والواجب أن تقول الحقيقة كما هي؛ وهو أن النجاح لن يكون إلا مع من يعزّز الوحدة الوطنية ويطمح إلى تجميع عناصر القوة القومية للجمهورية اليمنية لبناء المستقبل بإذن الله.