في عام (1974) جاء رمضان في أيام (علاً) قبيل الحصاد أمطار غزيرة جداً وصواعق مرعبة. تناولنا جرعة ماء (إفطار) أنا ووالدي وأخي الأكبر وصلينا المغرب في المسجد ثلاثتنا فقط ثم خرجنا إلى البيت تحت سحاب تسكب كأفواه القرب وما أن جلسنا لتناول العشاء فإذا بصاعقه بالجبل المجاور أحسسنا أنها قلبت الأرض وبعد دقيقتين حصلت صاعقة أخرى في قرية مجاوره لكنها أخف صوتاً وبعد دقيقتين حصلت ثالثه حتى انطفأ الفانوس وبعد ثوانٍ فوجئنا بالبارود يصعد من إصطبل الأبقار كادت أنفاسنا تختنق وكان أخي الأكبر لديه كشاف ينير فأضاء لنا فقال أبي له: انظر (الثور) حي أم ميت؟ فنزل والذعر يملأ جوانحه فوجد الثور قائماً: كانت هذه الصاعقة قد ضربت شجرة الفلفل الأسود أمام الباب وهي الشجرة المعروفة عند العامة (حوائج) وإذا بصاعقة أخرى في قرية أخرى مجاورة تضرب شجرة فلفل أخرى وبعد أربع دقائق تقريباً ضربت صاعقة أخرى في كود مقارب لبيتنا يشهد الله أن وجه والدي تغير ولهج لسانه بالذكر والاستغفار ..جميع الأسرة أحسسنا بحموضة شديدة فتركنا العشاء حتى وقت السحر ولم نجر لخروج صلاة العشاء والتراويح في المسجد. عند الصباح.. لاحظنا الصواعق المرعبة قد اصطدمت بثلاث أشجار فلفل في الثلاث القرى أما الصاعقة رقم واحد التي هزت المنطقة كانت في مكان أثري جبل صلب تصطدم الصاعقة به مراراً حتى في أوقات الصحو غير أن هذه المرة كانت قد أحرقت شجره وفتت الصخر وغاصت في أعماق الجبل بصورة مرعبة وكان البارود على هيئة أكوام صغيره بجوار الصخر المتفتت , الصاعقة الأخيرة في الكود المجاور للقرية كانت أيضاً قد اصطدمت بشجره وأحرقتها ولأن الجبل هش كانت الضربة خفيفة (غير صلب) وبقينا طوال شهر رمضان وما بعده على مستوى القرية نتساءل عن سر اصطدام الصواعق بهذه الشجر (خصوصاً من بين أشجار كثيرة محيطه) أما أنا فإني أتساءل حتى اللحظة آملاً الحصول على إجابة علمية شافية.