العيد يوم لاستعادة الفرح وإنبات البهجة حتى من بين أشواك النكد, كما هو يوم التسامح والصفح الجميل, إنه يوم أبيض من أيام الجنة لا غلّ فيه ولا حسد، ومن لا يستطيع أن يتحرّر من أثقال الكراهية يوم العيد؛ فهو شخص استأصل فيه الشقاء وميؤوس منه. تسامحوا، اجعلوا يوم العيد مناسبة لتصفية القلوب والتدريب على السعادة والفرح والتسامح، ولا فرح ولا سعادة لمن يحمل في جنباته بغضاء أو شحناء. العيد يوم الجمال العالمي والكوني، وأفضل ما في الجمال الابتسامة، ابتسم ولا تكن قبيحاً إلى يوم العيد، العيد صلة رحم, فصل رحمك؛ ولا تكن قاطع رحم ومقطوعاً من شجرة الإنسانية، فالعيد يوم للجديد ولتجديد قيم وفضائل النفس، حاول أن تجدّد في أخلاقك، في ذوقك، في علاقتك مع الآخرين. العيد يوم يقول بوضوح إن السعادة قرار نفسي قبل أن يكون شكلاً مادياً أو فرضية ظاهرية، إنها نور ينبع من النفس الراضية، ومن لا يستطع أن يستدعي السعادة يوم العيد؛ فهو في غيرها أعجز. العيد يتحوّل إلى يوم من الأيام التي تتعمّم بالنكد ما لم تبعث أنت في نفسك نور الحب والرضا والتسامح والبسمة. كن جميلاً ترى العيد جمالاً والناس جمالاً والبيوت جمالاً والأزقة ومصلّى العيد والحيوان وأصواتها والأطفال وصفيرهم؛ كلها ترقص معك وتضحك لك فلا تعكّر هذا الجمال وهذه الفرحة بهمومك وتكشيرتك. «انسم» هذه الدنيا يا أخي من ظهرك يوماً واحداً وسيفرجها الله، انس وقل أنا أعيش العيد، وهذا اليوم يوم فرح ورضا، فالعيد يوم لمخاصمة الشقاء والكراهية. العيد حب وابتسامة ومسح على رأس اليتيم وزيارة للمساكين، هو يوم الإنسان قبل أن يتلوّث بالأمراض والأوبئة والطائفية والتعصُّب والكراهية الممنهجة ومخرجات الظلم والاستبداد، ابتسم أنت في يوم فرح. النُخب المهترئة النُخب المهترئة التي لا تحمل مشروعاً وطنياً ولا تعرف موقفاً نابعاً من تفكير متجرّد هي التي تفسد المناخ الثوري وتلوّث رياح التغيير، وهي هنا أحد عوائق التحوّل الإيجابي وتشكّل صورة من صور الوباء الاجتماعي والثقافي والسياسي. [email protected]