كل شيء يبدو جميلاً ينعكس جماله في النفس الإنسانية على شكل ارتياح وسعادة وهذا خاص بالإنسان وروحه المشتاقة للوعة شجن دون غيره من المخلوقات. لكننا نغفل أن كل شيء زائل لا قيمة له حتى ونحن نشعر بتمام النشوة والفرح فأنت وماتملك من شباب وفتوة وجمال وما شابه مماتحب وتهوى لقمة سائغة وسهلة للثواني والأيام وأنياب السنين(القارطة) ومهما بدت اللذة مغرية وممتعة فالحقيقة أن ما نراه أيضاً من جمال الربيع والزرع والمطر ودواعي البهجة والانشراح ليس إلا صورة لشيء ما وحقيقة تبحث أرواحنا عنها بفطرتها ... ولاشك أن هناك فرقاً بين الصورة والأصل، صورة الحبيب المعلقة على جدار البيت أو جدار القلب هي بالتأكيد مجرد صورة لكنها ليست هي ذات الحبيب. تمتع ما شئت وبما شئت لكن عليك أن تعرف حقيقة أننا أمام صورة ليس إلا .. هذا ما أكدته الحكمة والحكماء والمعرفة والعارفون وما تقوله تأملات النجوم الغائرة والربيع الذاهب والجمال الذابل والفرح الهارب ؟ .... لا تحزن لذهاب الربيع ولا لذبول الأزهار وغياب الفرح فنحن على موعد مع ربيع لا يعرف الفناء وسعادة لا علاقة لها بالزوال وما هذا الربيع والجمال والانشراح إلا صورة (شمسية) منه، ربما يكون قبر (أمي) ممراً لهذا الموسم الموعود ... والموت لطيف وبوابة نور ونافذة الضوء التي نبحث عنها في دواخل أرواحنا المضطربة اضطراب المقيد المشتاق ؟!.. فهذه الحياة المتجهمة بالحزن لا تناسب كل هذا الشوق الى الفرح الذي يسكن نفوسنا و هي قبيحة كما ترونها قبحاً لا صلة له بكل هذا الجمال والاخضرار الساكن في الروح التي تلوثها عوادم الفناء ونوازع الكراهية ورواسب الطين وانقطاع المطر وغياب أصوات البلابل وهجرة طيور (اليمامة) و(مريم الراعية) خوفاً من (عواء) الإنسان وانقراض (أصوات ) الذئاب البرية؟!! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك