في خضمّ الأحداث العصيبة التي مرّت وتمرّ بشعبنا اليمنيّ.. ووفق الشعور بالحالة الإنسانية والمجتمعية التي وصل إليها.. لم نجد حزباً سياسياً يمنياً يقدّم رؤية حقيقية, وعملاً تنفيذياً مخلصاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. بل المزيد من الخسارات السياسية والاجتماعية. ما الذي جعل الأحزاب اليمنية تلهث وراء الصراعات إلى هذا المستوى من الغباء.. وتنسف علاقتها بمجتمعها تحت مبرراتٍ واهية لا شأن لها بطموحات البسطاء ومدى تعلّقهم بقشة الأمل في أحزابٍ لا عمل لها سوى الجري وراء مصالح نخبتها والحصول على موطئ قدم في السلطة دون أن تعي حتى العلاقة التي يجب أن تكون بينها وبين الدولة لتنعكس إيجابية ذلك على الشعب. أتحسّر كثيراً وأنا أرى هذا الخذلان الذي أودى بالعلاقة بين الأحزاب ومواطنيها.. خصوصاً الأحزاب الايديولوجية والتي كنّا نعوّل عليها المزيد من الصمود في الإنتصار لقضايا الوطن والترفّع عن الأحقاد وملاحقة الوهم , والعبث بمخرجات الحوار الوطني دون تطبيقها والعمل على إحياء ما من شأنه تسوية حقيقية باتجاه المستقبل. واليوم وبعد هذه الكوارث التي اقترفها تنظيم القاعدة, متى ستدرك الأحزاب اليمنية دورها..! ومتى ستنفض عنها غبار التكسّب ومحاصصة المكاسب.. ومتى ستعي ألا مستقبل لها بدون هذا المواطن الفقير الذي لولاه لما وصلوا إلى تخمة العقول المتبلّدة دون إنجازٍ حقيقيّ وعمليّ لصالح المجتمع. [email protected]