الماضويون لا مكانَ لهم بين اليمنيين، ولا لأفكارهم الرجعية تقبّل لدى الرأي العام اليمني. الجمهورية رسّخها مناضلو سبتمبر وعمّدوها بنضالات استمرت لعقودِ تلت يوم ال26 من سبتمبر 1962، لِذا فأوتاد الجمهورية أكبر من أن يأتي طرف ماضوي مليشيوي لينتزعها أو أن يأتي أشخاص ليضعوها مِتراساً يحمي مصالحهم. القوى المتخلّفة تستغل أنين الشعب، بالمقابل يكتفي البعض بالإشارة إلى هذا الاستغلال والتحذير منه؛ عوضاً عن معالجة الأوجاع التي يرزح تحت وطأتها الشعب، إعلان خطوات مقابلة لتفادي كارثية استمرار الوضع الذي سيؤدي إلى أن يُصبح المنخرطون في الفعاليات التي تدعو إليها القوى المعادية للمشروع الوطني ذخائر جاهزة لتنفيذ مشاريعها. وعوضاً عن تحذير الناس من الماضي أو من الإمامة، فليتم البحث عن حلولِ لقضاياهم ومشاكلهم؛ فالناس يعلمون جيداً حقيقة القوى الظلامية، ولا يحتاجون لمن يعرّفهم بحقيقتها، والإمامة لن تعود، لن تعيدها لا «جماعة الحوثي» ولا غيرها. لنعش الحاضر ولنفكر بالمستقبل، يصنع التاريخ حقيقة تاريخيةً بأنه لا يمكن للماضي أن يعود أبداً أو أن يحتل مكاناً مستقبلياً، الشعوب دوماً تنعتق من الماضي وتصبو باتجاه مستقبل أفضل، هكذا يُحدثنا التاريخ، وبالرغم من هذا يحاول ذوو الخطاب المتشنّجِ نفي هذه الحقيقة ليحيلوا محلها خطاباً تعبوياً لا يصح أن يكون جزءاً من لغة سياسية. في الوقت الذي سئم الشعب فيه من الخطاب الديني للجماعات الدينية، وعدمية الشعارات الغوغائية، وشبَّ عن الطوق الذي يحاولون فرضه حول مستقبلهِ بعد أن صاغوه من ماضٍِ خبره اليمنيون وانتفضوا عليه، ماضٍِ كان به الصوت الأعلى ل«الشيخ» و«السيد»، في هذا الوقت تستلهم بعض القوى شعاراتِ جديدة لاستغلاله؛ فتستغل معاناته تارةً وتضع أمامه فزّاعة الماضي تارةً أخرى، ولا يعلم أحد ما يخفيهِ الوقت لنا من شعارات استغلالية تكتنفها جُعب تلك القوى. سيفوّت اليمنيون دعاوى الاقتتال، وسيفوّتون على دعاة الكراهية كل الفرص، لقد خبروا كل صنوف المعاناة؛ فلا مجال اليوم لأن يختبروا معاناةً جديدة، هنالك الكثير من الطرق السياسية التي يُمكن بها حل المشاكل الماثلة، رُغم «القطاعات» التي تشهدها هذه الطرق السياسية، إلا أنها تظل أأمن الطرق وأسلكها وأقصرها باتجاهِ اليمن الجديد. [email protected]