كلما لمعَت أنوار الباطل أنبَتت في القلوبِ حفلة سخطٍ داكنة توقظ غرائز التوهان.. وتستعجل حماقة الوصول. وللباطل عيون وآذان وأيادٍ وأقدام قد لا تكون لغيره.. إذ أنه يعطي أكثر مما يأخذ بحكم هواه.. ويمنح حق الغير دون أدنى اعتبارٍ لأيّة منظومةٍ لا توافق بطشه ومراميهِ الجشعة. والباطل يأخذك من حيث لا تدري وتدري.. لكنه لا يعيدك من حيث تدري.. إذ يُحبّب لك زينة الطريق ومتعة استراحاته الزائفة وبهجة بروق أمزانه السينمائيّة.. ثم يتركك جافاً متصحّراً على قارعة الندم كأن لم تكن. والباطل يخطفكَ من شتات شرودكَ إلى زخَم الجمهرة الصاخبة ثم يدعكَ فريسةً فُجائيّة لأقدامهم إن لم تكن على مستوى ظنون وهمهم الكبير أو خاتماً في أصابع تلذّذهم بانبهارهم الأعمى بالغريب وما ينتج عنه من صلافة حقدٍ تجتثّ جميعكم دون اهتداءٍ للفرز طالما تحملون هوّية واحدة. [email protected]