الأمكنة المحفورة في الذاكرة لا تعوّضها استحداثات الأماكن الجديدة على قلوبنا والقريبة من حدسنا العليل بالترهات والاستحواذ غير المنطقي. لكل وطن تأريخه.. ولكل تأريخ رجاله ونساؤه.. ولجميعهم ذاكرة وأحلام وتضحيات وانتظار وجهود وفناء.. بعكس الأوهام المتوردة في عقول الباحثين عن المجد الزائف في زمن الرصد والتتابع والمتابعة الدقيقة للإرهاصات والأحداث والنتائج. تلك البلاد وهذا الوطن لن ينعما بمسيرة السلام دون تضحية وليس شرطاً أن تكون التضحياتُ دماءً محرّمةً كما تقتضي فتاوى الكآبة والرتابة.. وإنما إعمال العقل في كل خطوةٍ باتجاه لمّ الشمل والخروج من دهاليز الكيد اللا عقلانيّ بعد وضوح الفكرة والعبرة منها. والأماكن لا تغفر.. لكنها تحفر قبوراً وشواهد حياة مرّت على ثراها.. ووجيبُ قلوبٍ كانت تخفق.. وكادت تواصل سيرها قبل أن يرتطم بها شبح الموت وقهر الرجال. [email protected]