الولاء للوطن ديدن كل ذي ولاء.. والولاء للوطن بعد الله من الثوابت الحياتية للمرء ولأي مخلوق بشري.. ومن يتجاوز ثوابته فقد تجرد من وطنيته وصار بلا هوية وفي الطليعة المتمردون والخارجون عن تلك الثوابت وهم الإرهابيون الذين إلى جانب تجردهم من وطنيتهم فقد تجردوا من أخلاقهم وإنسانيتهم ومبادئهم وقيمهم.. وخرجوا عن جادة الصواب التي فطر الله الناس ، والبشر جميعاً عليها، بحيث صاروا لا وطن لهم ولا هوية ولا عقيدة كما تجردوا عن أخلاقيات الحياة وصاروا وحوشاً تتعطش لشرب الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء وتدمير الأسس والمقومات الحضارية للمجتمع.. ومثل أولئك النفر لم تعد لهم هوية ولا دين ولا معتقد سليم. أما الآخرون فأعتقد أن ولاءهم لازال لأوطانهم عبر أرجاء المعمورة.. ونحن جزء منهم وولاؤنا لله أولاً وللوطن ثانياً.. ولترجمة ولائنا للوطن تنتصب أمام كل منا هموم ومسئوليات مناطة لا مفر منها بل إنها واجبات وأمانة ملقاة على عاتق كل منا شئنا أم أبينا وما أحوجنا في الظروف الراهنة للوفاء بها إيماناً بأنها ميزان استقامة حياتنا ونجاحنا في مضمارها. الولاء للوطن اليوم يستوجب من المعني بالأمر أكان قيادياً أم مسئولاً أم رجلا أمن أم جنديا أم عاملا أو فلاحا.. الخ، أن يكون صادقاً مع الله ومع نفسه في القيام بواجباته الأخلاقية أولاً والدينية قبلها والحياتية ثالثاً ولا أعتقد أن معاكساً يرى غير ذلك. الولاء لليمن أولاً وأخيراً بات اليوم مطلباً حياتياً يستدعي جملة من السلوكيات الخاصة والعامة للفرد أو الجماعة.. وتمثل قيم المواطنة الصالحة أصبح يستوجب أن يكون الولاء الوطني ترجمة لا شعاراً.. فالواقع لم تعد تجدي الشعارات لتجاوز تداعياته وإنما ترجمة ذلك الولاء وبوتيرة أكبر فعلاً وحضوراً في تكوين مسار الحياة الجديدة التي نطمح إليها جميعاً رؤساء ومرؤوسين وما بينها.. ولمزيد من الإيضاح فإن الولاء الوطني يعني صلاح المرء لوطنه ولمجتمعه.. أن يساهم في بناء وتنمية الوطن أن يجنب وطنه كل الشرور أن يكون مؤهلاً كفرد صالح في مجتمعه والصلاح هنا أن يعمل ما استطاع لتجنيبه الوطن شرور الأعداء من الحاقدين والطامعين والمخربين والمساعدين لتدمير خيرات ومكاسب الوطن والمستهدفين لإقلاق أمنه والإضرار بالسكينة العامة للمجتمع. الولاء للوطن منظومة من القيم الأخلاقية والإنسانية والإنتاجية والدفاعية.. الخ ، ولكي تظل تلك المنظومة ديمومة في العطاء والإبداع والنجاح فإن ما يجب أن نؤكد عليه حاجتنا الماسة لروح التعاون ومبدأ نشر ثقافة الإخاء والتسامح وحب الخير للغير كما نأمله ونرجوه لأنفسنا وأن نغلب مصلحة الأمة والوطن على كل المصالح والحسابات وأن نلتزم مبدأ الصدق مع النفس ثم مع الآخرين باعتباره أفضل السبل للوصول إلى استحقاقاتنا كأفراد أو مجتمعات. اليوم وفي إطار التأكيد على تجسيد مبدأ الولاء للوطن.. الولاء لليمن.. فإنه بات من الواجبات الأساسية على الجميع أن نعزز من مسار الاصطفاف الوطني، فمن واجباتنا حماية هدف الأمن والاستقرار والسكينة العامة كضرورات حياتية لا غنى لأي فرد منا عنها. اليوم بات من واجباتنا أن نواجه وبكل مسئولية أي خطر يتهدد وطننا أو يحاول الانتقاص من مكاسب الثورة والجمهورية والوحدة.. مطلوب منا التنبه للمؤامرات والدسائس التي لا تستهدف فرداً أو محافظة أو إقليماً وإنما تستهدف اليمنيين جميعاً كياناً ووطناً. اليوم يجب علينا أن نتجاوز أي خلافات أو حتى ترحيلها ونقف في وجه الأخطار التي تتهدد وجودنا وأمننا واستقرارنا وسيادتنا. لذلك من أساسيات ولائنا أن نحافظ على ما حققناه عبر مسيرة الثورة اليمنية والوحدة وأن نحطم كل الضمور أو العقبات التي قد تقف أمام مسيرتنا المباركة مطلوب من الجميع أحزاباً وجماعات مدنية أو قبلية أو منظمات مجتمع مدني أن يقفوا صفاً واحداً بوجه أعداء الوطن لنكبح جماح تهورهم ونئد شراستهم ونقبر حقدهم الدفين على اليمن.. إذ بدون المواجهة المتراصة الصفوف والمتوحدة الهدف لا يمكننا بلوغ مرادنا في بناء اليمن الجديد.. بل وسنخسر أكثر مما خسرناه.. التعاون مطلوب.. الوحدة في الرؤى والمواقف مطلوبة.. العمل بروح الفريق الواحد مطلوب.. الترفع عن صغائر خلافاتنا وكبائرنا أيضاً مطلوب.. مواجهة أعداء اليمن بإرادة واحدة مطلوبة لتحقيق النصر على العدو الذي لا يمكن قهره إلا متى ما توافرت هذه الصفات والسمات إن أردنا قهره والقضاء عليه نتمنى أن يتحقق ذلك.. ولتكن غاياتنا في ذلك الدفاع عن اليمن أولاً وأخيراً.