تنهال العشرات من المواد الصحفية الحالمة بغد أفضل ..لَكِنّ على أرض الواقع “الغد” يغادر من دون “ الأفضل” ..لا أرجوحة هنا، بل ثمة حقيقة صادمة.. الغد الأفضل مجرد كلمتين لم تورد متلازمتان في أي قاموس أرضي! ذلك لا يعني أن نتوقف عن الحلم بغد أفضل.. أو نخلق قاموساً يستوعبها في معنى واحد، بل أن نتوقف عن البحث عنه في دهاليز الأحلام نفسها.. فالبحث عن ذلك الغد في الحلم وإرساله إِلَى أقرب صحيفة ليس – في الواقع- سوى منشور طفولي يفتقد إِلَى عنصر الواقعية بالذات! علينا أن نصحو إذاً ونُخرج الكلمات من تابوت الأحلام إِلَى فضاء واقعي أوسع.. في ذلك الفضاء، حيث الواقع يتحكّم بالكلمات سنكتشف ماذا تعني كلمة “الغد” من دون “الأفضل” ..وماذا تعني الكلمتان “الغد الأفضل” مجتمعة معاً. في الأولى قد يكون الغد مجرد غد عادي كأي يوم من أيامنا، أو قد يكون غد أفضل.. في الثانية لا خيارات، فالغد بالتأكيد سيكون أفضل.. ولَكِنّ كيف تتوحد الكلمتان في واقع يحتاج لان يحولهما إلى حقيقة...؟ سؤال محيّر يزيدني حيرة كلما تذكرت واقعة لأحد الكتّاب المنافقين، إذ قيل له: لماذا تتقلب مع كل نافذ وقوي وظالم؟ فقال: هكذا خلق الله القلب متقلباً، فثباته على حالة واحدة مخالفة لإرادة الله!.. *** ما أكثر الحالمين بغد أفضل، ولَكِن على مائدة النفاق! [email protected]