يظل الحديث عن الوحدة الوطنية الهاجس الأكبر الذي يشغل الفكر الاستراتيجي اليمني ولاينهض به إلا الوحدويون الكبار الذين يكبرون بحجم اليمن الكبير ،لأن الوحدة قوة وألق يماني متجدّد غير قابل للانكسار أو التراجع، ولايتخلّى عنه إلا الذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا مجرد تابعين أو أدوات بأيدي الغريب لتخريب البلاد والعباد، لأنهم لايمتلكون الطموح ولا يألفون العزة والشموخ ويكتفون بأن يكونوا خلف الستار دون أن يكون لهم أثر في تاريخ الفكر السياسي اليمني، ولأنهم يطلبون المجد لغيرهم ولايرغبون فيه لأنفسهم أو لمن يدّعون الانتماء إليه من الوطن فإنهم قد جعلوا من أنفسهم أبواقاً تروّج لتفكيك وتمزيق اليمن الواحد الموحّد. إن من يطلب المجد والعُلا ليس كمن يطلب الذل والانكسار ،ولذلك لابد من الصبر والحكمة والإيمان المطلق بقدسية السيادة الوطنية للدولة اليمنية الواحدة على كل المكونات الجغرافية والسكانية للجمهورية اليمنية دون التفريط بشبر واحد على الاطلاق، ومن هنا نؤكد من جديد أن على القوى السياسية إن رغبت في أن تكفّر عن عقوقها للوطن اليمني الواحد والموحّد أن تصنع شيئاً جديداً يقوّي مداميك الوحدة اليمنية ويدفع باتجاه السير نحو المشروع النهضوي الأكبر وهو الوحدة العربية, وعليها أن تدرك أنها تحت مجهر الشعب وذاكرته التي تحصي كل صغيرة وكبيرة، وإن شعر الشعب بميل أو انحراف منها فلن يرحمها. إن القوى السياسية اليمنية اليوم أمام الاختبار الصعب الذي ينبغي عليها أن تجتازه بامتياز ولايقبل الشعب بأقل من ذلك، ومن في رأسه مرض التشظي عليه أن يدرك أنه اليوم أمام الإرادة الكلية الرافضة للذل والانكسار، وأن يراجع نفسه ويعيد ترتيب أوراقه من جديد ليكون في صف الوحدة، لأنها القوة التي نستطيع أن نمضي بها صوب المستقبل. إن الوقوف أمام التداعيات العدوانية على الوحدة اليمنية بات اليوم فرض عين على كافة القوى السياسية القيام به من أجل الحفاظ على القوة والتوحد ورسم خارطة طريق المستقبل بإرادة واحدة وجهد واحد وتلاحم وطني يشق الجبال ويُذيب الصخور من أجل يمنٍ واحد وقوي ومعافى من كل الأمراض بإذن الله.