بعض اليمنيين لم يستوعبوا حتى اللحظة حقيقة المتغيرات على المسارين السياسي والاجتماعي ، أو لم يفقهوا أن الحياة لا تتوقف لدى أشخاص أو مفاهيم بعينها . ذبحت آمالهم نشوة الشعارات التي أكل الدهر عليها ونخرها حتى أصبحت خبراً يتندّر به الكادحون في مجالسهم ، ويأنف كل ذي عقلٍ أن يسقط في حضيض مساراتهم وأوهامهم التي اعتقدوها في أشخاص أدمنوا التنظير، وتعبّدوا فلاناً من الناس وعلّاناً ، ففتك الزمن بهم وأودت بأحلامهم البائسة حقيقة الواقع ومآلات الدهر . واليوم ونحن على أعتاب يمن جديد قد لا يفقهون ما يتطلبه الحاضر منهم ، لكنهم يوقنون في قرارة نفوسهم أن الزمن تغيّر وليس أمام أهل العناد منهم إلا المضيّ في طريق الغباء ، في حين ننتظر من كل المشدوهين بالتقعّر الأعمى أن يعيدوا حساباتهم بطريقة سليمة تحفظ كرامتهم وتمنحهم فرصة مثلى لاحترام عقولهم وأحلام مستقبلهم . إن ما يحدث من تخبّط وكيدٍ والتفاف ، هو في أساسه محض خديعة للبسطاء ، وإعطاء الضوء الأخضر لهواة الذبح أن يستمرئوا أحقادهم وعدوانيتهم في سحق هذا البلد واستجلاب عناصر الشر من بلدان متفرقة لتجمع شتات الوطن في فوهة الدمار . [email protected]