الكذب هو الحديث عن شيء غير حقيقي بهدف تحويله “ظاهرياً” إلى حقيقي، والحقيقة وحدها هي التي تعرّي الكل وتعلّق ملابسهم في حبل يطل على الشارع العام..!!. في بعض الكذبات لا تحتاج الحقيقة لتعليقهم بتلك الطريقة الصادمة؛ إذ أن جوهرها بمجرد قولها يكشف عن لا حقيقيتها، لقد أدان القرآن الكريم الكذب باعتباره جريمة يُعاقب عليها الكاذب، مرّة في السماء «وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ؛ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ» [الزمر: 60]، ومرة يعاقب عليها نفس ذلك الكاذب في الأرض «إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُون»َ [النحل : 116] لكنّ من تمسّكوا ببعض الآيات نسوا تلك الآيات واستمرأوا الكذب حتى صدّقوا..!!. *** ولأنهم كذلك انفتح باب “سمسم” عليهم واغترفوا من كذباتهم كثيراً لدرجة تناسوا أن باب سمسم يُقفل من دون أن يُفتح مرة أخرى تحت عامل أن ذهبه ليس إلاّ أسطورة لم تتحقّق سوى في كتب الخرافة. *** من تلك الحكايات التي تشبه ما يدور من أكاذيب في أيامنا هذه أن قرع قوم على الجاحظ بابه، فخرج صبي فسألوه: ما يصنع..؟! فقال: هوذا يكذب على الله، قيل: كيف..؟! قال: نظر في المرآة، فقال: «الحمد لله الذي خلقني فأحسن صورتي»..!!. [email protected]