تقلب المناخ السياسي إرادي صارخ يموج بانجرافات إنسانية متسارعة غير مكبوحة، صعُب على الوطنيين تغييره، كل الانجرافات لم تستثنِ أحداً «القاعد، القائم» «عن، مع» الحياة السياسية.. الشارع يتنفّس سياسياً، يهذي سياسياً، ينقاد بغير إرادة سياسياً؛ ولا يفقه ما يحدث بسبب السياسة شيئاً، يتساءل: ما الذي يحدث في هذا الوطن حتى صار اللبيب حيراناً..؟!. الحاجة إلى الاستقرار ملحّة، والتفسير الحقيقي المُقنع للأحداث غائب، وأية بادرة أمل تلوح في الأفق الوطني تتفتح لها القلوب باتساع حتى ولو كانت قشّة لغريق يتمسّك بها. من صنعوا مأساتنا؛ صنعوا لهم عالماً انفصالياً عن الواقع الإنساني، وظلّوا مع حياتهم الواهمة التي فرضوها لأنفسهم بعيداً عن فهم واقع المجتمع، وما يفسّر صعوبة خروجنا من الأسوار الحديدية التي صنعوها لنا يتمثّل في ذلك العالم الانعزالي «عزلة إنسانية» وكل الفترات الماضية التي حملت كل الانكسارات ووهم الإنجازات كان لها سياج قوي في ظاهر الأمر لكنه موجّه ضد المجتمع - المضروب عليه العزلة الإنسانية، والمفتقد إلى كل حقوقه ووطنيته هي غياب الوعي الشعبي، العمل لأجندة داخلية وخارجية» في سبيل الحفاظ على المصلحة الفردية. الألم يحرث قلوبنا لما نجده من الإصرار على إفشال كل محاولات الخروج بالوطن إلى التعافي أو إبداء الاستعداد للعمل الجاد، ومن يقف عثرة هم ذاتهم صانعو العثرات المتكرّرة عن نهضة الوطن. [email protected]