من المفترض أن يترك من يتحمّل مسؤولية معيّنة ولو إيجابية واحدة تخلّد اسمه في تاريخ الأداء الأمانة المسؤولية, غير أن الواقع يعطي نماذج أشد حرصاً على عدم ترك البعض الأثر الإيجابي في أدائه لمهامه ويحرص كل الحرص على أن يترك صفحة شديدة السواد مليئة بالتعدّي على الوطن ومقدّراته والإنسان وكرامته. ومثل هذه النماذج فلتة من فلتات الزمان التي تجعل الزمان والمكان بكل مكوّناتهما الجغرافية والسكانية ينفران وبشدّة بحثاً عن العقل والمنطق لمحاولة الرسو ولو على صفيح هادئ بعيداً عن زوابع الرياح والأعاصير التي أقلقت حياة البسطاء من الناس ونالت من وحدته وأمنه واستقراره وسلامة سيادته وقدرته على الاحتفاظ بحقّه في البقاء والاستمرار في البناء والإعمار. إن المشهد السياسي الملتهب يقدّم نموذجاً لم يشهد له التاريخ السياسي مثيلاً في القدرة الفائقة على الإصرار غير العادي في ممارسة الأخطاء المتلاحقة وكأنها بطولات وعنتريات من زمن الجاهلية, وما فيها من الغواية الشيطانية والنكاية بتاريخ الحياة الحضارية والإنسانية التي كانت ومازالت وستظل ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ, ولن يضرّها عبث المشهد السياسي الذي يحاول القضاء على أصالة إنسان اليمن وعدم انقلابه على الثوابت الإيمانية التي لا تزعزعها رغبات الفاشلين مهما كان استقواؤهم بالغير الذي بلغ حد الاحتقار والامتهان. إن أصالة إنسان اليمن تمنعه كلّية من المساس بمقدّسات الحياة وإن حاول فرد أو جهة المساس بذلك فإن مصيره الفشل الذي يجعله منبوذاً كسقط المتاع ولا يعيره أحد أي اهتمام, ويظل بفعله المصاب بالهوس محط التندُّر والسخرية إلا من الذين يحيكون المؤامرة ضد اليمن الواحد والموحّد والقادر والمقتدر الذين يجعلون منه مجرد أداة لا يكنّون لها أدنى درجات الاحترام الآدمي على الإطلاق. إن الحرص على وحدة الصف والاتجاه صوب المصالحة الوطنية الشاملة التي لا تستثني أحداً من المكوّنات الجغرافية والسكانية للجمهورية اليمنية هو الفعل الذي يعزّز الوحدة الوطنية ويصون الكرامة الإنسانية ويحرس السيادة الوطنية ويقود عجلة التنمية المستدامة ويصنع تاريخاً جديداً وإضافة حقيقية تستحق الذكر الخالد في أنصع صفحات الألق اليماني الذي تعوّد عليه اليمنيون من العظماء عبر التاريخ الإنساني الطويل ومآثره التي اجترحها اليمنيون وكان لهم شرف ذلك التاريخ ومازال اليمن يزخر بالعظماء الذي سيكون لهم شرف الإنجاز الذي يعزّز الوحدة اليمنية وإعادة بناء الدولة اليمنية الواحدة بإذن الله. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر