تتساوى الأقوال والنوايا التي لا تظهر الحق بقدر ما تضمر الغدر، وأصحاب الضمائر غير السوية لا يدركون عواقب الغدر ولا يهمهم ما يترتب عليه لأنهم يظنون أن غدرهم ونكايتهم بالوطن يكسبهم الاحترام لدى أعداء اليمن، وهذا الظن في غير محلّه فمن يغدر بوطنه لا احترام له من أحد على الإطلاق لسبب بسيط جداً وهو أن هذا العنصر الغادر بوطنه قابل لأن يغدر بالغير؛ الأمر الذي يجعل المستفيدين من غدره ينظرون إليه نظرة الازدراء ويحذرون كل الحذر من الركون عليه؛ فهو لا يمثّل بالنسبة إليهم قيماً أخلاقية ولا مبادئ روحية بقدر ما هو مجرد أداة تحقّق الفائدة أو المصلحة فقط. إن من لم تكن أقواله ونواياه واحدة لا يمكن أن يحقّق نجاحاً دائماً على الإطلاق بسبب البناء غير السليم الذي اعتمد عليه في تكوين حياته ولا يعرف سر إخفاقاته إلا من يدرك نواياه العدوانية على الغير وعدم رغبته في تحقيق الخير للناس كافة وميله الجارف إلى الاستحواذ على كل شيء؛ الأمر الذي يجعله كثير الهلع لا يقبل إلا بمن يحقّق له مصالحه الخاصة وليس لديه ثقة في أحدٍ لأنه لا يثق في نفسه التي تتبع خطوات الغدر من أجل تحقيق مصالحه الخاصة. إن المشهد السياسي قد أنتج قوى نفعية انتهازية خالصة لا تفكر في إعادة بناء الدولة بقدر ما تفكّر في النكاية بالشعب وإعاقة عجلة التنمية، وبات الشعور بعدم الثقة في الذات هو المسيطر على المشهد السياسي؛ فلم يعد لقيم الوفاء وحق الانتماء مكان لدى البعض من الذين استفادوا من الأحداث التدميرية، وأصبح النفاق وتزيين القبيح والتخلّي عن واجب الولاء الوطني المقدّس السّمة التي تسيطر على ذلك المشهد غير السّوي. إن السلوكيات المثيرة للقلق لا يمكن أن تحقّق ثقة الشعب، كما أن التفكير في الذات على حساب الكل لن يحقّق الاستقرار السياسي، ومن أجل ذلك نجدّد الدعوة إلى كافة القوى السياسية في الساحة الوطنية إلى الاتجاه نحو المصالحة والتسامح من أجل إنقاذ الوطن، والاتجاه نحو الانتخابات الرئاسية والنيابية والمحلّية للخروج من هذه الحالة التي أصابت البلاد والعباد بالإحباط. ونحن على يقين أن شعبنا أكثر إدراكاً لمخاطر التحدّيات وستكون الانتخابات هي البوابة السليمة للعبور الآمن إلى المستقبل المشرق بإذن الله. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر