يقول الأستاذ الأديب الاريب المبدع أحمد حسن الزيات – رحمة الله عليه- وكأنه يصف حال الأمة اليوم وهي تعيش أوضاعاً اجتماعية واقتصادية وأمنية غاية في الكارثية والظلامية بسبب الصراعات السياسية والفكرية والمذهبية .. يقول أستاذنا الراحل :« الحياة جميلة , وما يشوه جمالها غير هذا الحيوان المسمى بالإنسان, لم يعش فيها كما تعيش سائر الأنواع على رسم الفطرة , وهدى الطبيعة ووحي الله وإنما عاش على قوانين من وضعه استمدها من أثرته وكبريائه وهواه , فكان شراً على نفسه , وحرباً على غيره...». البلاد اليوم تمر بمرحلة عصيبة ومعقدة .. وهناك سيناريو مشحون بالضبابية والرمادية خاصة في ظل الغوغائية والسفسطائية الجدلية في عصر ممجوج بالثقافات المتباينة , والحضارات المتصارعة ..عصر لا ضابط له .. ولا رقيب عليه.. إلا قيمنا وأخلاقنا وعقيدتنا وموروثاتنا التاريخية والحضارية التي نشأنا وتربينا وترعرعنا عليها .. كلنا ننشد الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة .. ولكن بروحها القيمية والأخلاقية .. ومضمونها النهضوي الثقافي الرائع .. والحضاري الراقي .. وليس بقشورها الفوضوية العشوائية التي تسيئ إلى الحكمة من خلق الانسان .. ووجوده في هذه الحياة .. أين كنا قبل مائة عام .. أليس في عالم الغيب ..؟! وسنكون بعد مائة عام في عالم الغيب مرة أخرى .. وهذه سنة الله في خلقه .. أجيال ترحل ..وأجيال تأتي .. ولكن لا تدوم لها الحياة ..ولم يدرك الانسان الحكمة من وجوده إلا إذا عرف أن هناك حياة أخرى ..للأسف الشديد أصبحت الشلليات النخبوية الحزبية ..والجماعات المؤدلجة بأفكار التطرف والغلو .. والمعارضة الموسمية الملوثة بالعمالة والخيانة والظلامية .. دون التفات أواهتمام بالإرادة الجماهيرية أو المصلحة الوطنية العليا.. وهذا مانعايشه اليوم من أحداث وفعاليات حزبية خاملة .. وإفرازات نخبوية مؤدلجة لخدمة مصالحها وقضاياها الآنية والماورائية الهادفة إلى إرجاع الوطن أرضاً وإنساناً ووحدة إلى عهود الظلام والاستبداد والكهنوت . هذه كارثية الشعوب التي تجري وراء كبرائها ونخبها الانتهازيين الغارقين في نرجسيتهم .. والمتدثرين بأثواب ماضيهم الاسود .. الذي لا يعبر إلا عن زهو هلامي ..ونشوة انتصار زائف خاو على عروشه .. لا يعكس سوى حثالات وسلوكيات مريضة وأخلاقيات ساقطة .. وقيم ورؤى خاوية تعبر عن مدى الحقد والكراهية والانتقام لأولئك الشرفاء الميامين الذين سجلوا أسماءهم بمداد من نور في تاريخ اليمن قديماً وحديثاً .. الذين طحنتهم الصراعات المذهبية والفكرية .. وفساد الشلليات النخبوية الحاقدة باسم المعارضة الموسمية .. والثورات المؤدلجة .. والشعارات الجوفاء التي أفسدت العقول .. وأساءت إلى نخبها وتابعيهم .. بل امتد سياطها إلى المكايدات الحزبية والمذهبية .. والتصفيات الجسدية بين الفرقاء , وتسعى بكل إمكاناتها المعنوية والمادية للوصول إلى إصباغ الحاضر بلون ونكهة الماضي الأسود الدامي .. حتى تعيش البلاد في فوضوية غارقة بالدماء والأشلاء .. وتصبح الصراعات السياسية والفكرية والمعارضة القائمة على القاعدة الفقهية المثيرة للجدل . « أيهما الأولى الذنب أم المغفرة ».. وهذا واقع المعارضة اليمنية .. والشلليات النخبوية اليوم .. وأخشى ما أخشاه أن تضيع البلاد بذنوب وآثام وفساد الشلليات النخبوية الفاسدة .. والمعارضة المدثرة بأيديولوجيات مجنحة عميلة .. ونحن غارقون في سفسطائية الجدلية المشروخة : الرهبنة .. الأفغنة .. اليهودة .. القاعدة ..!! اللهم جنب بلادنا المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن ..!! رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر