الإرهاب يحصد الأبرياء وفي مقدمتهم الأطفال وكبار السن والمدنيون الفقراء أو الذين لم ينتسبوا إلى فرق الموت في الميدان أو في الكواليس والسراديب تحت الأرض وبطون الجبال، والمنشآت تدمر بأحدث الأسلحة التي تغني بنتائجها عن حرب عالمية ثالثة وعن استخدام القنابل الذرية التي تقتل من مائة إلى مائتي ألف نفس، كما أسفرت عنه في هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين في عام 45من القرن الماضي. أما الأسلحة الجديدة الأخف وزناً وسهلة الاستخدام والانتقال فوق الأكتاف أو على العربات فتقوم مقام القنابل النووية، ولكن على مراحل، أي استنزاف لمقدرات الشعوب وثرواتها الاستراتيجية وعلى رأسها العقول التي أعادت بناء ألمانياواليابان بالتحديد أفضل ما كانت عليه قبل الحرب العالمية الأولى 148 و3945م؛ لأن الإنسان هناك أوجد البيئة والبنية الصناعية بما فيها صناعة الأسلحة التي تسابق هتلر ومعه اليابان وإيطاليا وبعض دول أوروبا الشرقية وتركيا مع دول الحلفاء وأبرزها أمريكا وبريطانيا وفرنسا كل منهم صنعوا الدبابات والطائرات والغواصات والمدافع الثقيلة الارتدادية والصواريخ بهذه السيطرة وإلحاق الهزيمة بدول المحور ودول الحلف، وقد أعقبها مشروع مارشال الذي ابتكره ايزنهاور الذي قاد قوات الحلفاء وأصبح رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية بعد ذلك لإعادة إعمار أوروبا. وفي ذات الوقت وكما يقول بعض المؤرخين في تلك الدول بدأت عملية تطوير صناعة أسلحة الإبادة الرهيبة ولم يدم انتظار إعلانها إلا سنوات قليلة؛ حيث عرفنا أن القنبلة الهيدروجينية تمت تجربتها في صحراء نيفادا الأمريكية تلتها القنبلة النيترونية والتي سعى الرئيس الأمريكي رونالد ريجان للتخفيف من مخاوف العالم منها بسلاح قريب المنال لمن يسعى إليه لا يبقي ولا يذر؛ لأنه لا يمكن التحكم في المساحات التي سينتشر فيها غباره الواسع النطاق فأسماها حرب النجوم، وأن إنتاجها سيستغرق وقتاً طويلاً. أما العرب الذين اشتروا خلال سنة واحدة أو سنتين أسلحة بمبلغ ترليون دولار لمواجهة التهديدات الإيرانية لدول الخليج خاصة بعد أن بدأ الحديث عن بناء مفاعلات نووية عديدة تنتج أسلحة دمار شامل يوازي ما لدى إسرائيل وحلفائها الأمريكان والأوروبيين، تدافع بها في بداية أي هجوم إيراني على هذه الدويلات، إلى أن تهب الدولتان أمريكا وإسرائيل إلى ضرب العرب أنفسهم قبل أن تقرر أن ضرب إيران وجهاً لوجه بغية السيطرة على منابع النفط والمضايق البحرية هرمز وباب المندب وقناة السويس وجبل طارق حتى لا يبقى أي صوت لتحرير فلسطين والحقوق العادلة من ثروات البترول في الإنتاج الذي ظلت ولاتزال بيد الشركات الأجنبية، ويبقى القول إن العرب في كماشة الإرهاب الرسمي والموازي الذي تدور رحاه بالأصالة وبالنيابة، والذي لن تقوم لنا قائمة معه ولو بعد مائة سنة. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر