لا يريد غالبية الناس أن يفقهوا فوهة الأخطاء ليردموها بالقليل من الوعي لا بالكثير من الحماقات وتكرار الأخطاء ورميها على مبرراتٍ واهية لا جدوى منها ولا مناص عن دفع ثمنها الفادح . يدرك غالبيتهم أنهم على خطأٍ فيمعنون في استمراره .. ويعلم بعضهم أنهم على صوابٍ فيقطعون حبال الوصل عن منهج تطوير الصواب لواقع محمود .. لتبقى القلّة هناك على صوابٍ والأكثريّة هنا على خطيئة .. وحينها لا جدوى من القِلّة ولا معنى للأكثرية . ولعل هذه الكوارث التي نشهدها ونسمع عنها يومياً تأتي نتاجاً أحمقاً للعناد البشريّ المُستمد من عنجهية إبليس الرجيم « أنا خيرٌ منه » .. لأن التعامل بعقلانية مع أسباب الكوارث ودواعي حدوثها ونتائجها لا يؤدّي إلا لنتيجةٍ واحدة هي الحُمق وحب التسلّط وغمط حقوق الآخرين واستمراء الفتك بما تبقّى من فطرةٍ سويّة . وأكاد أجزم أن ما يُسمّى بالفوضى الخلاقة لم تكن لتنتشر فتنة وقبحاً ونكالًا إن لم تكن النفوس المسلمة - المتدينة خصوصاً - تنتظر الفتك بالآخر في إطار الدين الواحد أكثر وأعمق من أن تدافع عن حياض دينها أو معتقدها الذي بلا شك لا يعني سوى اجتهاداتٍ حمقاء أورثتنا كل هذا البلاء . [email protected]