أنتِ لم تعِ الكارثة.. وهو لم يدرك جحيم التذاكي في الموقف الخطأ.. وأولئكَ لم يستوعبوا جرس الإنذار لفاجعةٍ آتية.. ونحن وحدنا من دفعنا وسندفع ثمن الحماقات. بين مجموعة أنتَ وهو وأولئك ونحن قد يضيع وطن وقد نغادره ممزقاً بأوهامنا.. وقد وقد.. وحينها لا يُجدي البكاء على اللبن المسكوب.. هذا إن لم يكن الوعد جفافاً يجلد روح الأمل المتبقي في أرواح أطفالنا المغلوبين على أمرهم. متى سنتعقّل أمورنا وندرك جيداً ما نحن فيه؟ ومتى نضع الأحداث في نِصابها وندفع البلاء بيدٍ واحدة وندافع عن إرثنا الوطنيّ بحسٍ جماعيّ نترفّع فيه عن أحقادٍ طارئة ومواجع لا علاقة لها بالمستقبل المنشود! إن لم نتوثّب باتجاه العقل فستغلبنا العاطفة الناقصة.. وحينها لن نكتمل إلا بفحش القول وسوء العمل.. ثم تداهمنا مآلات الوبال وحِمم النكال.. ثم ماذا؟ لا شيء بعدها سوى الزوال والخنوع والرجوع إلى الوراء في بؤسٍ قد لا ننجو منه إلا بعد فوات الأوان.. وحينها لن تنفعنا كل النصوص الأخلاقية في توابيت أحلامنا.. ولن تجدي معها أيّة أحجيات وطلاسم دينية تشظّت قرابينَ لأوهامنا العِجاف. [email protected]