لم تنجح المحابر في وقف نزيف الأخلاق.. بل زادت من عُريها وفُحش شتات أقوالها وأفعالها.. ولم تفلح المنابر في صدّ أمواج الدماء بغير حقّ.. بل عمدت إلى إيقاد نيران الفتنة كأبشع ما يكون. ما الذي يجري؟ لا الكتَبَة قطعوا امتداد طريق الغيّ.. ولا الخطباء ألجموا جموح الأحقاد.. ولا المجتمعات ارتقت بعيداً عن دوائر الشرّ ومنابت الأحزان. المحابر تُراهن في غالبيتها على الداعم.. والمنابر في أكثرها تداهن كل ما هو غائم.. فلا القلم أضاء سراديب الطلاسم في اللاوعي.. ولا الخطاب أبصر مسافة الوعي رغم قربه منها. المحابر أمانة تحوّل جلّها إلى غنيمة.. والمنابر حياة حبٍ آلت إلى ضغينة.. فلا السطور وصلَت إلى عين العقل.. ولا الصوت توسّد الضلوع. ثم ماذا؟ وإلى متى؟ وكيف نصنع؟ ومن أين نستجلب؟ ومن ذا؟ ومنهم أولئك؟ وأين نحن؟ ومتى تصحو ضمائرنا لتجيب على كل هذا وتفعل ما يرتقي بنا حيث يليق بكرامة الإنسان ونبل معيشته. [email protected]