طالما والتوجّه العالمي في الشرق الأوسط يصبّ في خانة إثراء الحروب والنزاعات المستمرة في دول الخريف العربي .. فإنّ للجماعات المتأسلمة موقفاً لا تنقصه الحيلة العدوانيّة.. أو تُخفيه الأفعال والأقاويل الكامنة خلف الشعارات الوهميّة.. لكنه نافذ في جسدِ الأمة كأبشع ما يكون. وإنّ تنظيماً دموياً كالقاعدة.. وفرعاً كارثياً دنيئاً كجماعة «داعش» وهما يستخدمان أحدث التكنولوجيا لتصوير سير إعداد وتنفيذ عملياتهما الكارثية بحق الأوطان .. يكشفان جلياً مقدار مأساة هذهِ البلدان الغارقة في الجهل بعدوها الحقيقي الداعم لكل هذه المؤامرات المستندة على أيديولوجيا العزف على الموروث الديني للبسطاء والمخدوعين بالنصوص المطاطية التي تؤثث الأحقاد وتتربص بمستقبل التعايش بين أبناء الوطن الواحد. ثم إن التأليب الإعلامي للمرجفين في البلد.. وما يُصاحبهُ من أقاويلٍ باهتة.. وأفعالٍ قميئة لم تأتِ من فراغ .. وإنما هو عمل ممنهج تلجأ إليه قوى النفوذ المختبئ خلف التأسلم لتمهيد ما علق برؤوس البسطاء من بداية صحوة تحاصر المخططات القديمة المتجددة لكنها لا تفلت من رصد ذوي الأفهام اللبيبة المتفحصة جيداً لخطوات الكيد المتعدد الأشكال والمتفرع من أصل واحد باتجاه تنفيذ الأجندة المدروسة والقائمة على دراية مكثفة بالحالة المجتمعية البسيطة والنخبوية.. ومدى إمكانية التعامل مع ردة فعلها وقبل ذلك مدى ومتى إذكاء نار الفتنة عبر مراحل العمل السري والجهري وفق خطط ممنهجة.. كما أفصح عن ذلك الكتاب الأخير للسيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية. كل ما سبق وما لا يتم حصره في عجالة كهذه يؤدي إلى نتاجٍ واحد ، وينطلق من جهة واحدة تحتفظ بوجوهها المختلفة.. وتؤدي عملها في اتجاهات معاكسة أحياناً وفق معيار «درء المفاسد» وحسب مفهوم الاستحواذ الديني «وأعدوا».. وما تمليه مصالحهم الداخلية والخارجية في بلد موبوء بميراث عقيم لا مفر من مواجهته فكراً وصداً وصحوة حقيقية تفكك طلاسمه التي انخدع بها الكثير من العامة. [email protected]