إن لم يقم الإعلام الجمعيّ بدوره الحقيقي جنباً إلى جنب مع الدولة في كافة شئون المجتمع .. في ظلّ شفافيةٍ مطلقة بين الجهتين .. فإنّ الحقيقة ستظلّ غائبة وتائهة في دهاليز الأوهام والأسقام اليومية . وإن لم تكن الدولة على مستوى الثقة المجتمعية فلا جدوى من محاولةٍ يائسة للوصول إلى الحقيقة .. إذ تبقى حقائق الحياة اليومية مرهونة بموقفٍ سياسيّ أو مزاجٍ حزبيّ وفئويّ يقدّس رغبة الأشخاص على حساب سحق حقوق مجتمعٍ بأكمله . ومتى ما شَعَرَ الإعلام بانكماشه أمام صحّة المعلومة , سعى لفتح النوافذ المشروعة وغير المشروعة للوصول لما يريد بأقلّ الخسائر من رصيده المعنويّ أمام المجتمع .. وحينها تنفتح أبواب المزايدات والمكايدات والمساومات ليضيع مجتمع بأكمله في أتون المتاهة وصلف المعلومة التي بإمكانها أن تدمّر مستقبله بإشاعةٍ مّا .. أو خبرٍ مّا يفقد من خلاله ما تبقّى من عقله المشوّش منذ قيام هواجسه بحضرة القلق . ورغم هذه التكنولوجيا الهائلة .. إلا أننا مازلنا في أقلّ درجات معرفة الحقيقة في كثيرٍ من زواياها التي يفقه طلاسمها البعض فقط .. بينما يركض السواد الأعظم في رمال الوهم والتبعيّة , مناضلين في دوائر الغيّ .. ومسافرين في سراب الدجل اليوميّ لفنارٍ وهميٍّ اسمه الحقيقة الغائبة . [email protected]