المصيبة أخت الفاجعة .. والكوارث ابنة عمٍ لهما لا تكاد تفارق مضاجعهما ومضاربهما في متاهات الحياة ودهاليزها الشنيعة. غير أنّ المصيبة أقلّ حصاداً من أختها.. والفاجعة أكثر مرونة من ابنة العم وسيطرتها على إغراق بلدٍ بأكمله أو مجتمعٍ باختلاف ألوانه في أتون الأحزان والفقدان والنكايات والنهايات الأليمة. فهل ما يحدث حالياً بوطننا العربيّ يُعتبر مصيبة أو فاجعةً أو كارثة؟ وهل من جدوى تصالحٍ معهن أو مع إحداهنّ على الأقل لتفادي خطوبها؟ أعتقدُ أن وطننا العربيّ للأسف قد احتضن في مرابعه ومضاربه بالأختين وابنة عمهما وكل ما ينتمي لهنّ من أرضٍ وسماء.. باعتبار أن قيمة الوجع لكلّ واحدةٍ منهن بدت ظاهرةً للعِيان وللقلوب والأسماع. والتصالح مع المصيبة قد يكون أقل ضرراً وأكثر إيجابية.. إذ تبدأ كبيرة ثم تصغُر وتتلاشى.. كفقدانٍ لعزيزٍ قضاء وقدر على فراش البيت أو المشفى بعلمٍ بشريّ مُسبق يمتصّ كميّة الترقب للحدث. بينما الفاجعة غزيرٌ وابلها.. وأثره لا ينتهي بسهولة في الحرث والنسل والقيمة التأريخية العصيبة. غير أنّ الكارثة سُقمها لا تبدده النهارات ولا الليالي .. ونقشها في أحجار الحياة لا يزول بتسويةٍ أو قرابين مصالح دنيوية.. وذاك ما تعيشه أمتنا العربية التي لا حلول لها إلا كوارث نسيان تحلّ فتمسح من ذاكرة الشعوب كل أرصدة الهوان والخيبة اللامتناهية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك