لا نحتاج في هذا الوطن أكثر من زاوية أمان ، ولقمة لا تعتريها غصة ، وغطاء يقينا صقيع الزمان ، وفراش يمنحنا تصالحاً متواضعاً مع المكان .. وننجو . لم تكن الحياة أكثر من خطيئة يرتكبها غيرنا فندفع ثمنها .. ولن تكون مستقبلاً أكثر من مجرد احتمال لنزوة حاقد ، وأطماع بغي ، وتدليس عميل ، ونشوة حالم ، ومداراة صبور ، وحقيقة وهم ، ومعزوفة نأي وناي . ليس للحياة إلا وجه واحد .. نحن من يلبس له الأقنعة .. بينما هي استمرارية عطاء ومكافآت .. وهي الأكثر وفاء لمن يحرثها كما يجب ويفقه أسرار استخلاف الله له فيها وعليها . لكننا وللأسف الشديد ، لا يفقه أكثرنا إلا حماقات غيره ، ونزوات أناه ، وطلاسم غيب لا يدركه في روح أو جسد ، لكنه يؤمن به توارثاً وتناصاً وتقليداً دون أن يعمل عقله حوله وعنه وبه لمرة واحدة . [email protected]