يظل الحديث عن الدستور الهاجس الذي يشغل الفكر الاستراتيجي اليمني خلال الفترة الحالية؛ لما لذلك من الأهمية لصناعة مستقبل أجيال اليمن الواحد والموحد, ولعل المثير حقاً الآن التسريبات الإعلامية عن مسودة الدستور المتعلقة بما يمكن أن تتضمنه من تأثير على جسد الدولة اليمنية في المستقبل المنظور, ومن تلك السموم العدالة الانتقالية ليظل اليمن في صراع دائم يمنعه من بناء الدولة اليمنية الواحدة والقادرة والمقتدرة. إن إصرار البعض على العبث بمستقبل الشعب لا يمتلك في عقله رؤية بناء الدولة؛ فعقله خاوٍ إلا من الحقد والرغبة في الانتقام، ومثل هؤلاء عندما تتاح لهم الفرصة لن يقدموا سوى القتل والغدر بالوطن اليمني، الأمر الذي ينبغي معه الحرص والحذر في صياغة المستقبل، وعدم الركون على العناصر المشحونة بالحقد والكراهية وأصحاب الثارات السياسية؛ لأنهم لم يعد يهمهم وطن ولا يفكرون في بناء الدولة اليمنية؛ لأن عقولهم مشحونة بالكراهية والحقد، وليس في صفحات عقولهم السوداء غير الدمار الشامل والانتقام, وكنا قد حذرنا من البداية من الاختيار لمن يسهم في التوعية بالدستور بحيث يتم عبر المعايير العلمية والموضوعية، وطالبنا بذلك مراراً وتكراراً، إلا أنه لا حياة لمن تنادي. أما اليوم فإننا أمام مسودة قابلة للمراجعة والتدقيق من قبل نخبة ذات خبرة في النظم الدستورية والنظم السياسية، وتنطبق عليها الشروط العلمية والموضوعية التي تمنعها من التفكير في إحداث ما يضر وحدة الأرض والإنسان والدولة اليمنية الواحدة. إن مسودة الدستور تحتاج إلى جهود الوطنيين النبلاء الذين نذروا حياتهم لخدمة الدين والوطن والإنسانية الذين لا يفكرون إلا فيما يحقق الخير العام ويعزز الوحدة الوطنية ويعيد بناء الدولة اليمنية القادرة والمقتدرة, ولا تحتاج النفسيات المأزومة المليئة بأمراض الحقد والكراهية ورغبة الانتقام, والفرصة مازالت أمام الجميع لإنجاز الدستور الذي يحقق آمال وتطلعات الجماهير اليمنية في وحدة الأرض والإنسان والدولة اليمنية الواحدة والموحدة. إن الإسهام في صياغة وثيقة الدستور ينبغي أن يكون اليوم فرض عين على كل من لديه العلم والمعرفة والدراية الكاملة في التنبؤ بالآثار الإيجابية والسلبية للنصوص والقدرة على وضع البدائل المناسبة التي تجنب الدستور احتواء أية منغصات تؤثر على مستقبل أجيال اليمن، ومن لم تتح له الفرصة في المساهمة الرسمية فإن عليه أن يسجل رأيه المكتوب في وسائل الإعلام المقروء والمنطوق والمرئي والمسموع؛ باعتبار ذلك أمانة ينبغي القيام بها خدمة ليمن واحد وموحد وقوي بإذن الله.