التفكير الموضوعي الأمين في واقع المشهد السياسي يمكّن العقلاء والحكماء من المراجعة الموضوعية لكل الأقوال والأفعال وتقييم السلوك ومعالجة الاختلالات التي أحدثت أضراراً بالغة في جسد النسيج الاجتماعي وشوّهت مكارم الأخلاق وتجاوزت الثوابت الوطنية، وكلما لجأ العقلاء والحكماء إلى المراجعة الموضوعية والأمنية؛ سدّوا خللاً وفتحوا آفاقاً جديدة لآمال الناس وتطلعاتهم وأزاحوا سحابة سوداء تخيم على الوطن عانا من ظلامها الشعب وضاقت أبواب المخارج أمام الناس وبعثت على التشاؤم وأقلقت السكينة العامة، ومن أجل ذلك ينبغي عدم الاستسلام لضائقة المشهد السياسي المشحون بالتوترات والاتجاه صوب الأمل الفسيح من خلال الاصرار الدائم على المصالحة الوطنية الواسعة التي لاتستثني أحداً من القوى السياسية باعتبارها الباب المشرع أمام الجميع من أجل الوصول إلى الانفراج الذي يحقق الارادة الكلية للشعب اليمني الواحد والموحد. إن الاصرار على المصالحة الوطنية الواسعة دليل على النية الحسنة وقد قال المثل الشعبي اليمني ومع المدى يقطع الحبل الحجر بمعنى عدم اليأس والاستمرار في طرق باب المصالحة الوحدة حتى تعود كل القوى التي نشأت على التعبئة العدوانية إلى المصالحة مع نفسها ومع غيرها من المكونات السياسية وتفتح صفحة جديدة من التنشئة الوطنية القائمة على غرس مبدأ الولاء الوطني المقدس الذي تذوب فيه كل الولاءات الضيقة ويصبح لدى الأجيال القبس النوراني الذي يجسد حب الوطن ويعظم مصالحه العليا ويعلي من شأن وحدته وأمنه واستقراره وتقدمه. إن الخطاب السياسي والارشادي والاعلامي الذي يعتمد المصالحة الوطنية منهجاً قوياً لإصلاح الاختلالات سيكون الباب الذي يلج منه اليمنيون كافة إلى المستقبل الذي يسود فيه الولاء الوطني وتزول فيه الأنانية والانتهازية وتتجلى لغة المحبة والوئام والسلام الاجتماعي الذي بناء الدولة اليمنية يعيد للحياة ألقها وتسامحها وتساميها على كل الجراحات ليعيش الناس كافة في وئام تام وتسامح يكفل زوال الحقد والكراهية ويقضي النزعة ؟؟؟، وهذا هو الواجب المقدس الذي ينبغي على الجميع القيام به من أجل اعادة اعمار اليمن وتقديس السيادة الوطنية الواحدة والموحدة بإذن الله. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر