لا يستطيع أحد منا أن ينكر بأن أزمة الثقة بين المكونات السياسية المختلفة وضعف أجهزة الدولة هو ما أوصل البلد إلى ماهي عليه اليوم من تفكك وضعف خطير في الجانب الأمني والاقتصادي والاجتماعي وإزاء هذا الوضع المأساوي التي تعيشه اليمن بإنسانها وأرضها والتي لم تعهد مثله من قبل يفرض على كل عقلاء البلد وكل أحزابها وجماعاتها ومنظماتها أن تعي تماماً أن البلد لن يستقيم ولن يعود إليه الهدوء والأمن والاستقرار إلا إذا قدمت مصلحة اليمن على ما سواها من مصالح ضيقة ولن يتأتى ذلك إلا أن يعترف الكل بالكل وأن الكل مسئول عن هذه البلاد وأن يكون الاعتراف بالآخر هو الوسيلة المثلى لحل مشاكلنا وقضايانا وأن لا يستعلي أي حزب على الآخر ولا يستقوي عليه إن كان بالسلاح أو القبيلة أو الخارج وعلينا أن نستفيد من البلدان الأخرى بالدروس المستفادة التي لن تتقاتل بالوصول إلى السلطة عبر الرصاصة والمدافع بل ناظلت من أجل الوصول إلى ذلك عبر كل السبل والوسائل الحضارية التي نسمع عنها ونشاهدها من خلال الوسائل السلمية المختلفة وعلينا أن نستثني بلداننا العربية لنذهب إلى بلدان وصلت إلى مستويات متقدمة من النمو والتطور لأنها مارست الشفافية والديمقراطية الصحيحة في بناء ذاتها واستطاعت أن تخطو خطوات متقدمة أذهلت العالم فتركيا وماليزيا مثال حي على ذلك لقد وصل هذان البلدان إلى مستويات متقدمة من النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بفعل ما تتخذه من نهج عقلاني في إدارة شئونها و أصبح الصندوق هو الفيصل للوصول إلى السلطة بعيداً عن التزوير واللف والدوران كما هو قائم في بلداننا العربية، لذا أعود إلى ما بدأته في هذه السطور وهو أن بلادنا لن يستقيم لها حال إلا بتحكيم العقل ونكران الذات، البلد اليوم تعيش الفوضى الإدارية والأمنية وأصبح الشعب يعاني الكثير من هذه الأوضاع التي أفرزت المزيد من البطالةو المزيد من الفقر، المزيد من الهجرة الداخلية والخارجية، وعلى كل العقلاء في البلد ومن كل المكونات ودون استثناء أن يستشعروا معاناة الشعب بأن يجتمعوا على كلمة سواء وهي اليمن أولاً من أجل الخروج من هذا النفق المظلم والذي فيه مصلحة الجميع، ولا نريد هنا أن يدعي أحد حبه للبلد وسواه غير ذلك فالكل يمنيون والحفاظ عليها مسئولية الجميع وأن لا يركن أحد منا على الخارج ليأتي ليحل لنا مشاكلنا فهذا وهم وسراب ومغالطة للنفس، الحلول بأيدينا وهي ممكنة في حال توفرت النوايا الصادقة وفي اعتقادي المتواضع أن لا مخرج لنا مما نحن فيه من ضياع إلا بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وعدم التملص والتهرب من استحقاقات التنفيذ لا سيما وأن الكل قد أجمع على وثيقة الحوار باعتبارها قد وضعت الأسس السليمة في بناء الدولة الحديثة التي يتساوى فيها الجميع في توزيع الثروة ويشارك فيها الجميع في السلطة وإذا كان هناك من لبس في بعض بنود الوثيقة فلابد أن يكون الشعب هو المرجعية من خلال الاستفتاء على مواد الدستور والذي تضمن المواد التي خرج بها مؤتمر الحوار.