يمننا الحبيب، هذا الوطن المليء بالثروات بمختلف أنواعها، كل ما فيه جميل، بساطته، وأرضه وإنسانه، هذا البلد بات حزيناً ذابلاً، أبناؤه يعقونه كل يوم، هذا البلد الذي يمتلك كل مقومات الرفاهية بما فيه من كنوز فوق الأرض وتحتها بات فقيراً متهالكاً. هذا البلد أصبح مقبرة لأبنائه العاقين، هذا البلد الذي استورد رصاصات ليحمي بها أبناءه، أصبحت موجهة إلى صدورهم، تلك الرصاص وتلك القنابل التي صُنعت خارج اليمن يموت بها أبناء بلادي كل يوم، لم يعد مهما إلى أي تيار ينتمي هذا أو ذاك، ما الذي يفيد في أن نقول من هم المقتولون فدماؤهم يمنية ذهبت لتسقي الأرض، ولكن ماذا بعد سقيها للأرض و ماذا بعد ذهابهم ؟؟ إنها فاتورة كبيرة، فاتورة آنية وفاتورة متأخرة، كم من اليمنيين يموتون كل يوم، ولماذا يموتون؟ لماذا دماؤهم رخيصة ؟ وكم لدى كل مقتول من الأبناء ؟ دعونا نتساءل هل سيجد هؤلاء اليتامى من يعولهم بعد أبيهم ؟ هل سيجدون طريقاً إلى المدرسة ؟ مزيد من الفقر، مزيد من الجهل، مزيد من العصبية، مزيد من أسواق الجريمة التي ستنتشر في مجتمع فقير وجاهل، هذا ما ينتظر أي بلد يرتفع فيه السلاح ليقتل الإخوة بعضهم بعضاً. أن نختلف نعم، أن نشتد في الاختلاف نعم، أن نحاجج بعضنا بعضاً نعم، ولكل جهة أن ترفع صوتها بما تمتلك من أفكار تنموية ألف نعم، أن يتنافس كل المختلفين من أجل الارتقاء بيمننا مليون نعم، أما أن نختلف وتعلو أصوات البنادق والقنابل والدبابات لتهدم اليمن فمليار لا. إنها فاتورة كبيرة لن يدفع ثمنها إلا الوطن وأبناؤه عاجلاً أم آجلاً، ولن يموت فيها إلا البناء، والتسامح، ولن يموت في أعين اليمنيين إلا كل من رفع السلاح ليقتل اليمن واستقراره. [email protected]