الانحراف عن المهنية والموضوعية في تناول الأحداث لم يعد لدى بعض وسائل الإعلام إلا من باب التشهير والنيل من السيادة الوطنية، وإظهار الرغبة لمن يقفون خلف تلك الأدوات التدميرية في إذكاء نار الحرب في اليمن بين المكونات السياسية من خلال استغلال الأحداث السياسية للإثارة وإشعال نيران الحروب بين اليمنيين في شكل تدخّل آثم في الشأن اليمني، وكأن الحدث السياسي أياً كان إنما تنتظره مثل تلك الوسائل التي تصدّر الفتن إلى اليمن لتجعل منه وسيلتها لتحقيق غاية أعداء اليمن الذين لا يروق لهم وحدته وأمنه واستقراره، وإنما يسعون إلى إثارة سموم الفتنة التي لا تُبقي ولا تذر. إن الاستهداف الممنهج الذي يسلكه أعداء اليمن في إذكاء نار الحرب المذهبية والمناطقية والقروية والجاهلية لم يعد خافياً على اليمنيين كافة، لأن الأحداث الماضية قد كشفت الأقنعة وأظهرت الخبيث من الطيب، وبات اليمنيون يدركون محاولات صبّ الزيت على النار وإشعال الحرائق في يمن الإيمان والحكمة، ومهما حاولت تلك الوسائل المأجورة التي تخدم أعداء الإسلام والعروبة فإن اليمن وأهله قد تكفل الخالق جلّ شأنه في حمايتهم من كيد الحاقدين الذين يدسّون السم في العسل، ولذلك فإن اعتصام أهل اليمن بحبل الله المتين قد أفشل كل تلك الحملات المسعورة والحسابات الصهيونية الفاجرة. لقد طالبنا الذين يتدخّلون في شئوننا الداخلية بأن عليهم الكف عن ذلك احتراماً لمبادئ القانون الدولي وعدم التدخل في شئون الغير، ورغم ذلك إلا أن البعض ما زال يحشر أنفه في وحل القاذورات ليدلّل على سقوطه المخزي وانتفاء الموضوعية والمهنية والتحوّل إلى وضع نفسه طرفاً في العداء للشعب اليمني الذي لا يُعادي أحداً ولا يقبل بالتدخل في شئون الغير على الإطلاق، وما زلنا نقول لمن يلعبون بنار الفتنة إن عليكم ترك اليمن وأهلها وهم أدرى بشئونهم، وقد يرهنوا أنهم الأكفأ والأجدر في تجاوز المحن، وإذا كان لديكم من إسهام في إصلاح الشأن فعليكم عدم الإثارة وصبّ الزيت في النار. إن من يُظهرون حقدهم على اليمن ووحدته وأمنه واستقراره هم وحدهم من يغذّي نيران الحروب والدمار، ولذلك فإن على أبناء اليمن المزيد من الحذر واليقظة وفضح النوايا العدوانية التي تستهدف اليمن وأهلها في وسائل الإعلام التي لم يعد لها من هم سوى إثارة الفتنة والتفنّن في كيفية الإساءة إلى اليمن من أجل تحقيق رغبات أعداء الإسلام والعروبة والنيل من شوامخ اليمن، وإننا على يقين أن تلك الرغبات ستتحطّم أمام وعي أبناء اليمن الواحد الموحّد بإذن الله.