الالتزام بالإرادة الكلية للشعب واحترام حقه في الاختيار الحر المباشر اليوم في اليمن من المقدسات التي لا يجوز المساس بها أو محاولة تجاوزها أو التحايل عليها أو المراوغة في تنفيذ الاستحقاقات المقدسة لدى إنسان اليمن، واليمنيون اليوم أمام مرحلة فاصلة في حياتهم السياسية لا يجوز لأحد العبث أو التلاعب بقدر اليمنيين ومصيرهم الواحد والموحد ومن يحاول العبث بذلك فإن النارالتي يذكي أوارها ستبدأ بالتهامه هو قبل غيره من المكونات الجغرافية والبشرية لليمن الواحد والموحد الذي لا يقبل التجزئة على الإطلاق. إن محاولة المساس بمستقبل أجيال اليمن أشد خطراً عند اليمنيين من المساس بحياتهم اليومية، وقد لاحظ العالم الصبر الذي تحلى به اليمنيون كافة خلال الفترة الماضية، وعلى من لم يدرك بأن خلف ذلك الصبر والاعتصام بحبل الله المتين هو الحفاظ على وحدة أجيالهم وسلامة أرضهم وقوة دولتهم فإن عليه أن يدرك بأن إرادة اليمنيين قوة لا تقهر لأنها تستمد قوتها من الإرادة الإلهية التي لا غالب لها على الإطلاق، وعندما يدرك ذلك فإنه سيدرك دون شك بأن مصالحه الحيوية مع يمن واحد وموحد وقادر ومقتدر. إن اليمن اليوم أمام صناعة المستقبل القادم فلا يجوز أن تقف بعض القوى ضد مستقبل أجيال اليمن ولا يجوز لأي من الأشقاء والأصدقاء فعل ما يؤثر سلباً على صناعة مستقبل اليمن الواحد والموحد، وليدرك الجميع أن إرادة الخير والسلام والتعاون والتسامح وتبادل المنافع بات منهجاً لا يمكن أن يتخلى عنه اليمنيون وهم يضعون أقدامهم في بداية الطريق الذي يقودهم إلى خير الإنسانية وسلامتها. كما أن محاولات التأثير السلبية التي يسعى لها البعض لن تكون وبالاً على فاعلها والمخطط لها والممول لها، لأن اليمنيين اليوم يدركون أين تكمن قوتهم وكرامتهم ولا يستطيع أحد إلا أن يقف مع توجه الخير والسلام، والكف عن الأحقاد والإثارات السلبية لأنها تولد احتقانات خطيرة ضد من يقف وراءها، واليمنيون قد تميزوا بالصبر على المكارة ولكن للصبر حدود نرجو تجاوز تلك الحدود، ونأمل في الاتجاه صوب دعم إرادة صناعة المستقبل الخالي من الفتن والفوضى، لأن وحدة الأرض والإنسان والدولة في اليمن الواحد خير للإنسانية كافة بإذن الله.