تُشير الأحداث إلى كثير من التعتيم، والحقيقة التي نبحث عنها غائبة، لا متفق عليه سوى أننا ننقاد إلى وضع محمل بوقائع لا يمكننا تحملها، فالوصول إلى حالة الإشباع القهري والتوهان اللا إرادي خلق متاهات وضيق أفق، وبوادر الانفراج لا تنفتح إلا على أبواب فرعية مليئة بالعوائق والمطبات. يبدو أننا على ضوء المرحلة يضطرنا الواقع السياسي إلى الانجذاب نحو التصنيف والتمايز، والركون إلى ما نعتقده جزءاً من الحقيقة، وبمجرد الإمساك بطرف خيط الأحداث نعلن تمسكنا إلى نهاية المارثون الطويل لنصحو أننا مازلنا في نقطة البداية وفي حالة صادمة. ما ندركه أن بعض الأطراف السياسية تتنفس وتخرج (ضبحها ) على كل فئات الشعب المقهور، وتفتح سجل العقاب تحمله لهذا الوطن المنكوء، والمواطن المشلول، تمتلك ( المغاليق ) وترمي ( مفاتيحها ) إلى عمق المجهول. قدر المصير مشروط بارتهانات، وأحلاف، ومرجعيات ، والساحة مفتوحة بخلط الأوراق وتصفية الحسابات والبحث عن الحلول مرجعيته العودة إلى تاريخ الجراحات والنتوءات المغروسة في النفس، والإصرار على عدم تجاوز العثرات والصدامات. ما يؤلم أن بعض الأطراف السياسية تبحث عن الخروج بكيانها إلى أمانٍ مضمون وتبرز في المشهد، بينما لاتضع جزءا من اهتماماتها أن الوطن هو ضحية الاستهداف و الاستغفال. الإشارات الحمراء التي برزت على معالم الوطن وجدت بإكراه وقهر، واشتهاء مسوق مقصود به تقييد لكل حركة تنمية، وإفاقة ضمير، وعقل متحرر. وفي حالة طفيفة للخروج من الواقع المأزوم المترسخ بالفساد السياسي والمالي فالثمن المدفوع في حق الإنسان الذي ينشد الحرية والاستقرار، والعيش بكرامة يحفه وطن متسع. لم نقف عند هذه الإشارة بل وجدنا أنفسنا تلتهمنا الإشارات الحمراء التي لا تؤمن بالمنطق والتنوع والعدالة للجميع. [email protected]