عندما تقوم مجموعة صغيرة من الأفراد بابتزاز دولة عظيمة كاليابان بإعدام رهينة أو رهينتين مقابل مئات الملايين من الدولارات أليست هذه فوضى؟ عندما تهدد مجموعة صغيرة دولة كالأردن وتتبتزها وتقاضيها بالإفراج عن طيار مقابل الإفراج عن سجينة تنتمي لتلك العصابة أليست هذه فوضى؟ عندما تهدد مجاميع صغيرة مسلحة منتشرة هنا وهناك أمن دولة لها جيشها واستقلاليتها و حكومتها وتمارس القتل والانتهاكات فتسقط الدولة بمساعدة الخيانات أليست هذه فوضى؟ عندما تقوم مجاميع صغيرة من المسلحين بالسطو على آبار النفط وتقوم بإعدام الناس ذبحاً بحجج واهية في العراق مثلاً أليست هذه فوضى؟ هي الفوضى إذاً تجتاح العالم لتضع نفسها نداً بند مع دول عظمى أو صغرى لتضعنا أمام مجموعة مخيفة من النتائج التي بتنا نلمسها حقيقة لا افتراضاً. من الذي يدعم تلك العصابات ويسمح لها بممارسة أعمالها العنيفة ضد الإنسانية بشكل عام؟ أليست مصالح بعض الدول -هي- التي تفتح الطريق أمام تلك العصابات الإجرامية بالمضي قدماً لتنشر الرعب في قلوب الناس؟ هل يمكن غض البصر وتجاهل حقيقة أن سياسة بعض الدول هي العصا السحرية لوجود تلك العصابات؟ شبّه أحدهم السياسة كالمرأة التي لا قيم لها ولا مبادئ، لربما لأن سياسة بعض الدول بلا قيم ولا مبادئ فلا ضير من التضحية ببعض الصحفيين أو العاملين في مجال حقوق الإنسان أو غيرهم وتقديمهم لتلك المجاميع المسلحة لابتزاز دول بعينها لتحقيق أهداف لا نعيها أو نستوعبها حالياً. ستظل الفوضى قائمة وستتفاقم المشكلات و سيكثر القتل طالما وأن هذا يسير وفق مسار رسمته دول كبرى هدفها الظاهر تشويه الإسلام كون تلك العصابات حملت سيف الدين بينما هم لا يفقهون في الإسلام إلا بعض الآيات والأحاديث المبتورة التي يطرزون بها أحاديثهم المنمقة. ما يحدث اليوم من تقسيم مقيت للدول حسب الديانات والطوائف ومن استهداف للإسلام ما هو إلا سياسة تسير بالعالم إلى الهاوية التي أول علاماتها سقوط المنظومة الأخلاقية والإنسانية التي كنا إلى وقت قريب نتحسسها في ذواتنا.