الاختلاف حق مشروع وهو مبدأ الحياة وأساسها, وهو سنة من أبرز سماتها المميزة, فلولا الاختلاف لما كان هناك تطور للحياة.. بل لما كان لها استمرار. ويمكن القول إن الاختلاف الحق هو حرية الفرد في اختياره لموضوع من بين موضوعات متاحة, والأساس الأول للاختلاف المعرفة, فهي تتيح حرية الاختلاف الحق, أما الأساس الثاني للاختلاف فهو احترام الآخر, والإقرار له بحق الاختلاف أيضاً... واختلاف الحق في هذا المجال هو الاعتراف للآخرين برايه, واحترامه واحترام رأيه وعدم رمي أحدهما للآخر بالجهل أو بغير ذلك مما هو غير لائق. إذن فالاختلاف الحق يقوم على ركنين أساسيين.. هما المعرفة والثقافة وسعة الاطلاع, واحترام الآخر والإقرار له بحرية الرأي والاختلاف أيضاً... ما دعاني أكتب في هذا الموضوع ما نراه من بعض أصحاب الأقلام وأصحاب الصحف مع الأسف الشديد وهم يجرحون بعضهم ببعض الكلامات الرديئة ولا يعترفون بحق الاختلاف فيبدأ البعض بتجريح الآخر من زملاء المهنة دون أن يضع أي اعتبارات لهذه المهنة الشريفة..إن الاختلاف يؤكد وعي الإنسان, ويدل على تعدد وجهات النظر, وتنوع المواقف والآراء والنظرات والأذواق والعقول والإفهام, وهو يؤكد أن هناك حقائق وليس حقيقة واحدة, أو يؤكد أن للحقيقة أوجها وتجليات وجوانب, وأن كل أمرئ يراها من وجهة ومن زاوية معينة.. وأؤكد في النهاية أنه لابد علينا أن نتواصل وأن نفهم بعضنا وإن اختلافنا في موضوع ما, لا يفسد للود قضية وأن نجعل أقلامنا نظيفة من أي سلوكيات وألفاظ تجرح الآخر وتفسد حبل التواصل واختلاف الرأي بين زملاء المهنة.