وبنك المعلومات يتوفر على إحصاءات هامة حول التمردات العسكرية والأمنية المدارة من الشبكة العسكرية والأمنية للطغمة العسقبلية الفاشية التي هيمنت على السلطة منذ 1968م مروراً بالانقلاب العسكري سنة 1977م وصولاً إلى كارثة الاستحواذ على السلطة 1978م والمستمرة حتى سنة 2014م، ومن أبرز التمردات القيادية تمرد قائد اللواء ثالث حماية قائد الحرس الخاص العميد طارق محمد عبدالله صالح ورفض تسليم اللواء لخلفه “الحليلي” الذي هو من متن قيادات النظام السابق وتمرد محمد صالح الأحمر قائد القوات الجوية والدفاع الجوي وهو ما سبب تداعيات سيئة وإحراجاً لقائد السلطة، كما تمرد مهدي مقولة مؤقتاً على قرار نقله من المنطقة الجنوبية إلى هيئة رئاسة الأركان. وشكلت هذه التمردات على القرارات الرئاسية غطاءً زمنياً لنهب أسلحة القوات العسكرية التي كان يقودها هؤلاء القادة وتخزينها في منطقة سنحان التي تحتضن معسكراً كبيراً، كما نقلت هؤلاء القادة إلى تموضع جديد ضمن تشكيل الخلايا النائمة المتحفزة للتآمر ومحاولة استعادة السلطة عبر نشر الفوضى والاختناقات التموينية والانقلاب العسكري المتدرج وبنفس الوقت بيع الأسلحة المنهوبة على تجار الأسلحة المحليين ليتم بيعها في الأسواق المجاورة شرقاً وغرباً. وفي زاوية أخرى من بنك المعلومات ينتظر ملف الاغتيالات للضباط والصف ضباط والجنود فتح أوراقه وسحبها من خانة “المجهول” أو “القاتل” المجهول إلى فضاء التحقيقات المهنية الشفافة والمسئولة فقد اغتيل اللواء سالم قطن، قائد المنطقة الجنوبية وسط حراساته المشددة ولم نسمع عن أية تحقيقات قامت بها الجهات المعنية خاصة أن المستهدف قائد عسكري كبير واكتفت الجهات المعنية ببث أخبار تضليلية عن منفذ العملية، تارة بأنه من اللاجئين الصومال وتارة أخرى بأنه تخفى بشخص متسول وأن التنظيم الوهمي “القاعدة” وراء العملية غير أن الحقيقة مازالت مدفونة في معطف القوى الإجرامية المستفيدة من عملية الاغتيال ومازالت عملية الاغتيالات تحصد العديد من الضباط وكان أبرزها اغتيال الطيار العسكري محمود النقيب في حوطة لحج ومحاولة اغتيال ضابط أمن في المكلا، إذ قالت المعلومات إنه تم إلقاء القبض على أحد منفذي العملية، إضافة إلى تصفية نائب مدير البحث في المكلا. وفي السنة الماضية أعلن عن قيام الأجهزة المختصة في “سيئون” غرب حضرموت بضبط مشتبه به لصلته العضوية بتصفية العديد من منتسبي القوات المسلحة والأمن حيث كان ينطلق من مطعمه في الشحر على ظهر دراجته ذات اللون الأحمر لتنفيذ عملياته، غير أن المشتبه به اختفى من شاشة التداول الصحفي والمعلومات ولا يعرف أين دفن الرجل المفترض قيامه بهذه العمليات الإجرامية؟ والمرجح ان الرجل افتراضي أو قدم ككبش فداء من قبل المجرمين الحقيقيين والذين تغطيهم سلطاتهم العسكرية والأمنية والسياسية المحلية والمركزية.. من هو أو من هم القتلة ومن يقف وراء عملياتهم المتكررة دون أن تصل إليهم الأجهزة التي تستهلك أكبر قدر من الموازنة السنوية!!؟؟ والمشهد العسكري والأمني عبارة عن ملهاة حقيقية تتحطم الوظيفة العسكرية والأمنية أمام المشاهدين الذين لا تربطهم علاقة ودية مع هذه القوات المتبقية مما تسمى القوات المسلحة والأمن. ويمكن القول بأن المشهد العسكري والأمني يرتسم على النحو التالي : أولاً : انهيار مركز السيطرة والتحكم بعد استقالة القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع على الرغم من عودة وزير الدفاع بصورة غير نظامية وغير قانونية والقوات التي تفقد صلتها التنظيمية بقيادتها المركزية يسهل استهدافها من كافة الجماعات السياسية والمليشيات المتعطشة للاستيلاء على المعسكرات ونهب المعدات العسكرية. ثانياً : بعد بناء عازل بشري ومعنوي وجغرافي بين مركز القيادة في المركز والقوات المتمركزة في المنطقة الجنوبية والشرقية بدأ الاستهداف السهل للقوات التي رأت الجماعات السياسية والمليشيات القبلية أنها ستكون عقبة أمامها حيث سقط اللواء 19 في بيحان واللواء 21 في عتق وقوات الأمن الخاصة في عدن وأبين ومن المتوقع حصول المزيد من التصعيد.